عودة ترامب: آفاق جديدة للعلاقات الأمريكية مع إفريقيا

تحرير : خديجة منصور

بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة أمس في 20 يناير 2025، يترقب العديد في إفريقيا تأثير سياساته على القارة، عودة ترامب إلى البيت الأبيض تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية مع إفريقيا وتوجهات السياسة الأمريكية في المنطقة، خصوصا في ظل نهجه السيادي الذي يعزز العلاقات الاقتصادية ويقلل من التركيز على القضايا السياسية الداخلية مثل حقوق الإنسان والحكم الرشيد.

ترامب قد يجد في هذا النهج فرصة لتوسيع النفوذ الأمريكي في إفريقيا، حيث سيسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية التي تسعى لتنويع شراكاتها بعيدا عن النفوذ الغربي، هذا التوجه يجد صدى إيجابيا في بعض الدول التي تأمل في تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع الولايات المتحدة دون تقديم تنازلات سياسية. في هذا السياق، يعزز ترامب سياسات عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو ما قد يلبي احتياجات بعض الحكومات الإفريقية الساعية إلى تقوية علاقاتها الاقتصادية دون التعرض لضغوط خارجية بشأن الحكم الديمقراطي أو حقوق الإنسان.

لكن هذه السياسات السيادية تحمل أيضًا مخاطر، إذ أن ترامب قد يتبع نهجا أكثر حمائية، وهو ما قد يؤثر سلبا على الدول الإفريقية التي تحاول تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتنويع اقتصاداتها، في ديسمبر 2024 هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول مجموعة البريكس إذا حاولت استبدال الدولار بعملة أخرى، مما يثير القلق في إفريقيا بشأن الأثر المحتمل لهذه السياسات على الاقتصاديات المحلية التي تتطلع إلى التوسع في تحالفاتها الاقتصادية بعيدا عن الولايات المتحدة.

كما يتوقع أن تسعى الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب إلى مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في القارة الإفريقية. في ظل توطيد الصين لعلاقاتها الاقتصادية والسياسية مع العديد من دول إفريقيا في العقد الأخير، قد يركز ترامب على تعزيز الشراكات مع دول مثل مصر والمغرب وإثيوبيا بهدف تحقيق توازن استراتيجي ضد المنافسة الصينية. قد يتجسد هذا التوجه في زيادة الاستثمارات العسكرية والأمنية في مناطق مثل القرن الأفريقي والساحل لمكافحة الإرهاب وتعزيز المصالح الأمريكية.

العودة المتوقعة لترامب تفتح صفحة جديدة في السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا، حيث ستظل القارة على مفترق طرق بين الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي قد توفرها سياسات ترامب، ومواجهة التحديات التي قد تترتب على الضغط الاقتصادي والحمائية الأمريكية.