ليبيا تواصل جهود توحيد المؤسسة العسكرية وسط تحديات سياسية وأمنية

تسعى ليبيا إلى تعزيز المصالحة وتوحيد المؤسسة العسكرية بعد سنوات من الانقسام، حيث شهدت الأيام الماضية محادثات بين مسؤولين عسكريين من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس ونظرائهم من مجلس النواب في بنغازي، بهدف تكثيف الجهود الرامية إلى تشكيل هيكل عسكري موحد.

وجاءت هذه الخطوة بدعم من زيارة الفريق جون برينان، نائب قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، وجيريمي بيرندت، القائم بالأعمال الأمريكي في ليبيا، حيث التقيا مسؤولين مدنيين وعسكريين في طرابلس وسرت وبنغازي، وأكد الجنرال برينان أهمية ليبيا موحدة ومستقرة، مشددا على أن تعزيز التعاون الأمني والاستثمار في قطاع الدفاع سيساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

في هذا السياق، جددت حكومة الوحدة الوطنية التزامها بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والعمل على تنسيق الجهود الأمنية لمواجهة التحديات التي تهدد البلاد، إلا أن قضايا رئيسية، مثل تنظيم الانتخابات الوطنية، لا تزال موضع خلاف بين الأطراف الليبية. من جانبه، شدد عبد الله باثيلي، الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، على ضرورة الاستجابة لتطلعات الشعب الليبي في تحقيق الاستقرار وبناء دولة ديمقراطية.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، لا تزال بعض الجماعات المسلحة ناشطة، مما يشكل عقبة أمام الاستقرار، وفي الوقت نفسه تتواصل التوترات في طرابلس بين الفصائل المسلحة الساعية للسيطرة على مناطق استراتيجية وفي هذا الإطار، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، أهمية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة والدعم الدولي لتعزيز قدرات الجيش الليبي.

وفي إطار الجهود الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية، التقى المبعوثان الأمريكيان أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والفريق صدام حفتر، حيث جرت مناقشات حول آليات الدعم الفني والتدريب لتعزيز التنسيق الأمني في مختلف أنحاء البلاد.

وفي ختام زيارتهما، أشاد المسؤولون الأمريكيون بالتزام الأطراف الليبية بدعم عملية توحيد الجيش، مؤكدين أن هذا المسار ضروري لحماية سيادة ليبيا وتعزيز أمنها. ورغم هذه التحركات الإيجابية، لا تزال التحديات الأمنية والسياسية تلقي بظلالها على مستقبل الاستقرار في البلاد.