نافذة على الطوارق أو الرجال الزرق

بقلم: محفوظ أغ عدنان

موطن كل تماشق أو أمازيغ الصحراء (الطوارق): من المعلوم لكل من يهتم بتاريخ وجغرافية شمال وغرب القارة الأفريقية أن الطوارق هم سكان الصحراء الكبرى، من وادي تارغا (حيث أوباري بليبيا حاليًا) وحتى أغاديز مرورًا بغدامس وجانيت وتمنغست وتامكت (اسوك) وصولًا إلى تين بكتو وتغازة وجوجو (غاوا). جغرافيتهم معروفة منذ القدم، (رجاء الاطلاع على كتاب “صورة أفريقيا”) لابن حوقل، وهم قبائل كثيرة ومتعددة، منحدرة في غالبيتها من أصول  “أمازيغية”، بمعنى آخر جزء من سكان منطقة شمال أفريقيا القدماء الأصليين، الذين سكنوها من سيوة شرقا حتى جزر الكناري، ينحدر أمازيغ الصحراء من إيمسوفن (مسوفة) وإكدالن كدالة (عليهم سميت كيدال الحالية) وإيلمتين (لمتونة) ومغراوة (إيمغران) وإيدموسن وغيرها، تعتبر صنهاجة اللثام أكبر قبائل الصحراء الكبرى وقبائل الأمازيغ على الإطلاق، وتمتد من المحيط الأطلنطي إلى النيل، ومن تونس حتى حدود نيجيريا حاليًا مرورًا بمنحنى نهر النيجر، وهذا ما يعني أن الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا من مصر وليبيا وتونس والمغرب والجزائر وموريتانيا، إضافة إلى ثلثي مساحة جمهورية مالي حاليًا «إقليم أزواد»، وثلثي مساحة جمهورية النيجر «أزواغ وآير»، أضف إليها جزر الكناري التي لا تزال تحت الاحتلال الإسباني، كلها أراضٍ أمازيغية تاريخيًا وجغرافيًا، وسكنها الأمازيغ وانتشروا فيها منذ العصور الحجرية القديمة. ويعتبر إنسان تامزغا من أقدم إنسان على الكرة الأرضية وهذا ما أكدته البحوث الجيولوجية التي اكتشفت سنة 2017، بجبل إيغود بغرب المملكة المغربية جمجمة لأقدم إنسان عاقل عرفته البشرية وهوموسابيان، عثر عليها في العالم حتى الآن. وأكد الباحثون أن ذلك الإنسان عاش وكون حضارة أمازيغية بالمغرب قبل 300 ألف سنة، وهذا يعني أنه أقدم بـ100 ألف سنة على جمجمة لوسي المكتشفة في السبعينات في إثيوبيا والذي يرجع تاريخه إلى حوالي 200 ألف سنة”.