حركة “إم 23” المتمردة: تاريخ طويل من الصراع والسيطرة على الأراضي في شرق الكونغو

تحرير : زينب العسري

أعلنت حركة “إم 23” المتمردة، يوم السبت الماضي، انسحاب مسلحيها من مدينة واليكالي الواقعة في منطقة كيفو شمالي جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد أن سيطرت عليها في وقت سابق من الأسبوع، جاء هذا الانسحاب في إطار دعم جهود السلام، لكن لم يُعلن عن وجهتها القادمة. وأكد تحالف نهر الكونغو، الذي تعد “إم 23” جزءًا منه، في بيان له أنه قرر إعادة تمركز قواته في المناطق التي سيطر عليها خلال تقدمها الأخير، ويثير هذا القرار شكوكًا لدى الجيش الكونغولي، خاصة أن منطقة واليكالي غنية بالمعادن مثل القصدير، مما يعزز أهمية السيطرة عليها.

تأسست حركة “إم 23” في عام 2012 إثر فشل اتفاق بين الحكومة الكونغولية والمتمردين تم توقيعه في 2009، وهي تعتبر الجناح المسلح لإثنية التوتسي. وتواجه الحركة اتهامات بوجود ارتباطات مع حكومة رواندا، وهو ما يعزز فرضية الدعم الخارجي المقدم لها. نشطت “إم 23” في القتال ضد حكومة كينشاسا، حيث خاضت تمردًا دام 18 شهرًا قبل أن تُهزم وتدخل في حالة من الركود لعدة سنوات. في الفترة ما بين 2012 و2021، خسر العديد من مقاتلي الحركة وذهب آخرون إلى الدول المجاورة مثل رواندا وأوغندا.

ومع بداية عام 2021، شهدت الحركة عودة قوية، حيث استعادت السيطرة على العديد من المناطق في شمال كيفو، لتصبح في عام 2022 ثاني أكبر الحركات المسلحة في الكونغو من حيث النشاط. وازدادت مساحة المناطق التي تسيطر عليها “إم 23” ثلاث مرات مقارنة بالعام السابق، وهو ما سمح لها بفرض سيطرتها على بعض الطرق التجارية المهمة مثل تلك التي تصل غوما. وتصاعدت الاشتباكات بين “إم 23” والجيش الكونغولي في فبراير 2024، مما أدى إلى مزيد من الأراضي التي سيطرت عليها الحركة في العام 2023.

هذا التقدم المستمر للحركة أدى إلى تصاعد الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث نزح أكثر من ربع مليون شخص حتى يناير 2025، وتسببت الصراعات المستمرة في إعاقة جهود الوساطة من الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، ودول أخرى مثل قطر. تواصل “إم 23” أنشطتها في خضم تصاعد الهجمات، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في الكونغو.

في خضم هذا الوضع، تظل “إم 23” واحدة من بين مئات الجماعات المسلحة التي تسعى للهيمنة على الأراضي الغنية بالمعادن في شرق الكونغو، ما يضيف تعقيدًا كبيرًا للصراع الممتد والذي أدى إلى نزوح أكثر من 7 ملايين شخص من منازلهم.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض