شمال نيجيريا يشتعل من جديد: مقتل 20 جنديًا كاميرونيًا في هجوم لـ”بوكو حرام”

تحرير : وداد وهبي

في تطور أمني خطير يعكس هشاشة الوضع في منطقة بحيرة تشاد، لقي 20 جنديًا من القوات المسلحة الكاميرونية مصرعهم، أمس الثلاثاء، في هجوم دموي شنّه عناصر من تنظيم “بوكو حرام” في شمال شرق نيجيريا، بالقرب من الحدود مع الكاميرون، وفق ما أكدته مصادر عسكرية ومحلية. هذه المنطقة، التي لطالما كانت مسرحًا للهجمات المسلحة، تشهد منذ سنوات تصاعدًا في أنشطة الجماعات الجهادية التي تتخذ من الغابات والمستنقعات المحيطة ببحيرة تشاد معاقل لها.

كانت القوات الكاميرونية  تقوم بمهامها ضمن عملية إقليمية مشتركة لمكافحة الإرهاب، في إطار التحالف العسكري الذي يضم نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، والمعروف بـ”القوة متعددة الجنسيات المشتركة”. وتهدف هذه العمليات  إلى محاصرة تحركات تنظيم “بوكو حرام” وكذلك “ولاية غرب إفريقيا” التابعة لتنظيم “داعش” والتي تنشط بقوة في المنطقة، ما يجعلها من أكثر بؤر العنف تطرفًا في القارة.

 يُسلّط الهجوم الأخير الضوء على حجم التهديد الذي لا يزال يشكّله هذا التنظيم المتشدد، رغم الضربات المتتالية التي تلقاها في السنوات الأخيرة. كما يعكس التحديات الكبرى التي تواجهها دول المنطقة في فرض الأمن والسيطرة على الحدود الرخوة، خاصة في ظل الطبيعة الجغرافية الوعرة وتداخل المصالح العسكرية والسياسية.

يعيش سكان المناطق القريبة في حالة رعب دائم، إذ تُعد الهجمات المفاجئة والكمائن المسلحة جزءًا من الحياة اليومية، ما يُهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من معاناة المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه المواجهات. ورغم التنسيق الأمني بين دول المنطقة، إلا أن استمرار هذه الهجمات يُظهر الحاجة إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات الأمنية، وضرورة دمج جهود التنمية مع الأمن، من أجل معالجة الأسباب الجذرية للتطرف، وعلى رأسها الفقر والتهميش وغياب الخدمات الأساسية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض