السينما الإفريقية بين التحديات والطموح نحو العالمية

تحرير: صفاء فتحي

تشهد السينما الإفريقية نهضة متسارعة تعكس طموح القارة في فرض حضورها على الساحة العالمية، وبينما تواصل هوليوود وبوليوود هيمنتهما على الصناعة، تنبثق من قلب إفريقيا حكايات سينمائية نابضة بالحياة، تجسد عمق ثقافاتها وتعدد رواياتها. في نيجيريا، تتسارع عجلة الإنتاج السينمائي بشكل لافت، حيث تحولت نوليوود إلى ثاني أكبر صناعة سينمائية من حيث الكم، مسجلة آلاف الأفلام سنويا، ورغم أن معظم هذه الإنتاجات لا تزال تدور في فلك الأسواق المحلية والمهرجانات المتخصصة، فإن التحسن الواضح في الجودة وتبني التقنيات الحديثة يدفعان بهذه الصناعة نحو آفاق أرحب.

تألقت السينما  في جنوب افريقيا إذ أصبحت كقوة مؤثرة، من خلال إنتاجاتها  استطاعت أن تحصد تقديرًا عالميًا، كما وجد عدد متزايد من مخرجيها وممثليها موطئ قدم في استوديوهات هوليوود، وتميزت السينما في شمال افريقيا، خصوصا السينما المصرية تعزيز إرثها العريق، محتفظة بمكانتها كواحدة من أقدم الصناعات السينمائية في العالم العربي وحتى الافريقي ، بينما يرسخ المغرب موقعه كمحطة رئيسية لصناع الأفلام العالميين، بفضل بنيته التحتية المتطورة ومهرجاناته السينمائية التي أصبحت جسورًا بين إفريقيا والعالم. أما الجزائر، فتظل سينماها شاهدة على تاريخها النضالي، حيث تبرز قضاياها الاجتماعية والوطنية في أفلام تحفر عميقًا في الذاكرة الجماعية.

لكن هذه النهضة السينمائية لا تخلو من التحديات، إذ لا تزال الصناعة تعاني من محدودية التمويل، وضعف الدعم الحكومي، وقلة دور العرض، مما يعرقل انتشار الأفلام الإفريقية في الأسواق العالمية. كما أن هيمنة شبكات التوزيع الكبرى تجعل من الصعب على الإنتاجات الإفريقية منافسة نظيراتها القادمة من هوليوود وبوليوود. ومع ذلك، لا يبدو أن هذه العقبات ستعيق زخم الإبداع، فهناك جيل جديد من صناع السينما الأفارقة يعملون على إعادة رسم ملامح المشهد السينمائي، مسلحين برؤى جريئة وقصص تنبض بالحياة. ومع تنامي الاهتمام العالمي بالسرد الإفريقي، يبدو أن السينما في القارة ليست مجرد صناعة واعدة، بل مشروع ثقافي عميق يعيد تعريف موقع إفريقيا في الخريطة السينمائية الدولية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض