بوركينا فاسو: طرد الطالبات بسبب تسريحات الشعر.. دفاع عن الهوية أم تقييد للحريات؟

تحرير : عمر قادر

أثارت مدرسة “ينينجا المهنية الثانوية” في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، جدلا كبيرا بعد أن أقدمت إدارة المدرسة على طرد عدد من الطلاب، خاصة الفتيات، بسبب عدم التزامهم بالقواعد الجديدة الخاصة بتصفيف الشعر، هذه القواعد التي تم تطبيقها في بداية الفصل الدراسي الثالث، فرضت على الفتيات اعتماد تسريحات شعر قصيرة وبسيطة دون أي زخارف أو تفاصيل معقدة، مع السماح فقط بتصفيف الشعر الطبيعي في شكل ضفائر.

ورغم أن التلاميذ تم إخطارهم مسبقا بالقواعد الجديدة قبل العطلة المدرسية، فإن بعضهم فشل في الامتثال لهذه القواعد عند استئناف الدراسة، مما أدى إلى منعهم من دخول المدرسة، ووفقا لمديرة المدرسة، تامالغو جولي زونغرانا، تم إبلاغ الطلاب بشكل كافٍ بهذه التعليمات قبل العطلة، وقد امتثل عدد كبير منهم، بينما تم طرد المخالفين ومنعهم من دخول ساحة المدرسة. وأضافت المديرة أن الغيابات الناتجة عن عدم الامتثال ستؤثر على التقييم الدراسي.

وفي خضم هذه الإجراءات، اضطرت بعض الطالبات إلى تغيير تسريحات شعرهن، مثل الطالبة رين التي غيرت تجعيدات شعرها إلى ضفائر بسيطة لكي تتمكن من العودة إلى المدرسة. من جانب آخر، عبرت الطالبة بيرناديت نانا عن استغرابها من بعض القيود المفروضة، متسائلة عن سبب منع الضفائر المصنوعة من الشعر الطبيعي رغم أنها تتماشى مع المرسوم.

ما يثير الاهتمام في هذه القضية هو أن بوركينا فاسو، التي لطالما سعت إلى الحفاظ على هويتها الثقافية، كانت قد اتخذت في وقت سابق قرارا بمنع استخدام الباروكة المستعارة في القضاء، باعتبارها إرثا استعماريا يتناقض مع الهوية الوطنية للبلاد. وهذا القرار، الذي يعكس توجها واضحا نحو تعزيز الانتماء الثقافي، يتكرر الآن في المدارس من خلال هذه القواعد الجديدة التي تهدف إلى ضبط مظهر التلاميذ وحماية الهوية الوطنية من خلال ممارسات لا تنتمي للثقافة المحلية.

وزارة التعليم الأساسي وترقية اللغات الوطنية أكدت بدورها على ضرورة الالتزام التام بالقوانين الجديدة، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى تنظيم الحياة المدرسية وضبط مظهر التلاميذ بما يتناسب مع القيم الثقافية الوطنية.

تعتبر هذه الخطوات جزءًا من سياسة أوسع تهدف إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية المحلية والانفتاح على العولمة، مما يثير تساؤلات حول حدود الحرية الفردية في التعبير داخل المؤسسات التعليمية في بوركينا فاسو.