إفريقيا:موطن زبدة الشيا الذهبية وكنز الطبيعة الذي يتحدى الزمن

تحرير : زينب العسري

تعتبر أفريقيا الموطن الأصلي لشجرة الشيا ، التي تنمو في حزام السافانا الممتد من غرب أفريقيا إلى شرقها ، وتُستخرج زبدة الشيا من نواة ثمار هذه الشجرة، وهي مادة دهنية استخدمت لقرون في أفريقيا للعناية بالبشرة والشعر، ولأغراض طبية.

تنتج أفريقيا معظم الإنتاج العالمي من زبدة الشيا، وتعد غانا ونيجيريا وبوركينا فاسو من أكبر الدول المنتجة ، ويتميز هذا المنتوج الافريقي بجودته العالية وخصائص علاجية فريدة، تجعله مطلوبا في صناعة مستحضرات التجميل والأدوية.

و يعتمد النساء الافريقيات ، في المجتمعات المحلية ، على العمل اليدوي في صناعة هذا المنتوج ، كطريقة تقليدية متوارثة ، توفر لهن فرص العمل ، وتساهم في تحسين مستواهم المعيشي ، وتعزز التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية.

و يشهد سوق زبدة الشيا نموا متزايدا ، بسبب الطلب العالمي على المنتجات الطبيعية والعضوية ، ما يوفر فرصًا كبيرة لأفريقيا لزيادة صادراتها ، و تحصيل عائدات اقتصادية كبيرة ، إضافة إلى تحقيق تنمية مستدامة.

و يعود تاريخ استخدام زبدة الشيا في أفريقيا إلى قرون مضت، وقد استخدمت في الطب التقليدي لعلاج العديد من الأمراض الجلدية، وفي صناعة مستحضرات التجميل للعناية بالبشرة و الشعر ، و وُثق استخدامها في مخطوطات قديمة تعود إلى القرن الرابع عشر.

و تعد زبدة الشيا كنزا طبيعيا غنيا بالفيتامينات (A و E و F) ، و الأحماض الدهنية (الأوليك واللينوليك) ، و مضادات الأكسدة ، مكونات تمنحها خصائص مرطبة ومضادة للالتهابات ومجددة لخلايا البشرة، ما يجعلها فعالة في علاج العديد من الأمراض الجلدية ، مثل الأكزيما و الصدفية ، وحماية البشرة من الجفاف والتلف.

زبدة الشيا كنز طبيعي أفريقي ، دو تاريخ طويل من الاستخدام في القارة ، و توفر صناعته فرص عمل للعديد من النساء في المجتمعات المحلية ، وإذا حظيت هذه الصناعة باهتمام أكبر، فإنها ستوفر لأفريقيا العديد من الفوائد الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية.