إفريقيا في قلب الصراع العالمي: هل تتحول القارة إلى ساحة مواجهة جديدة؟

تحرير : عمر قادر

إفريقيا على حافة تحول استراتيجي غير مسبوق، حيث تشهد القارة صراعا جيوسياسيا متسارعا بين القوى الكبرى التي تتنافس على النفوذ في هذا المعقل الغني بالموارد الطبيعية والموقع الاستراتيجي الحيوي. من مالِي إلى السودان، ومن النيجر إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، يظهر النفوذ الروسي بشكل ملحوظ من خلال شركات أمنية واتفاقيات عسكرية، في حين تواصل الصين تعزيز سيطرتها الاقتصادية عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية، مما يعزز قوتها الناعمة في القارة.

ولكن هذا المشهد العالمي لم يعد حكرا على الغرب وروسيا فقط، بل دخلت إيران على الخط مستغلة الفراغات الأمنية والسياسية، لتدفع في اتجاه التوسع المذهبي وزيادة نفوذها عبر الدعم العسكري والتكتيكات السياسية. يثير هذا التحرك الإيراني مخاوف من أن تصبح إفريقيا ساحة حرب جديدة على أكثر من جبهة، في وقت تتزايد فيه النقاشات حول ما إذا كانت القارة ستظل مجرد ساحة للصراعات الكبرى أم ستنجح في فرض أجندتها الوطنية وتحقيق استقلاليتها في مواجهة هذه القوى العالمية المتنازعة.

وبينما تسعى الولايات المتحدة لاستعادة نفوذها من خلال تحالفات جديدة ومبادرات تنموية، تزداد التحديات التي تواجهها الشعوب الإفريقية، التي باتت أكثر وعيا بأهمية فرض سياسات مستقلة، بعيدة عن الوصاية الخارجية. هل ستنجح إفريقيا في تحويل قوتها الاستراتيجية إلى واقع ملموس، أم أن المستقبل سيشهد المزيد من التوترات والصراعات؟ الإجابة على هذا السؤال تبقى مفتوحة، لكن المؤكد أن القارة الإفريقية أصبحت أكثر تأثيرا في رسم ملامح النظام العالمي الجديد.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض