الكوت ديفوار: قرارات جديدة تُشعل الجدل في مسابقات الجمال

تحرير: صفاء فتحي

قررت لجنة تنظيم مسابقة “ملكة جمال كوت ديفوار” سن قوانين جديدة تشمل حظر استخدام الشعر المستعار والتجميل المفرط، في خطوة غير مسبوقة على مستوى القارة الإفريقية، تهدف إلى تسليط الضوء على الجمال الطبيعي لدى المتسابقات، وتعديل بعض المعايير المتعارف عليها.

شملت التعديلات تخفيض الحد الأدنى لطول المتسابقات إلى 1.67 متر، ورفع الحد الأقصى لسن المشاركة إلى 28 عامًا، بالإضافة إلى خفض رسوم التسجيل، أكثر من 30 دولارًا إلى 50 دولارًا فقط، بهدف تسهيل مشاركة أكبر عدد من النساء في المسابقة.

رحبت بعض المتسابقات بهذه التعديلات، مثل إيمانويلّا دالي، التي أكدت أن القواعد الجديدة منحتها فرصة للظهور بثقة أكبر، خاصة بعد أن كانت تشعر بالحاجة إلى ارتداء الشعر المستعار لمواكبة معايير الجمال السائدة. في المقابل، عبّرت أخريات عن اعتراضهن على هذه القواعد، معتبرات أنها تقيد حرية التعبير الشخصي.

أثار القرار نقاشا واسعا في المجتمع الإيفواري، خاصة أن صناعة الشعر المستعار والتسريحات الاصطناعية تعد من الصناعات الرائجة في البلاد، إذ تتجاوز قيمتها السنوية 300 مليون دولار، ما يجعلها مصدر دخل للعديد من العاملات في مجال تصفيف الشعر. وأكدت أنجي سي، وهي حلاقة في مدينة دالو، أن القرار قد يؤثر سلبًا على مهنتها، إذ تعتمد كثير من النساء على الشعر المستعار كجزء أساسي من إطلالاتهن اليومية.

رغم هذه الانتقادات، يشهد العالم توجهًا متزايدًا نحو تعزيز ثقافة الجمال الطبيعي، حيث باتت العديد من النساء في السنوات الأخيرة يفضلن الشعر الطبيعي ويتجنبن المواد الكيميائية والشعر الاصطناعي. كما أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه الثقافة.

من جانب أخر أبدت فلورنس إدوفيج نانغا، أخصائية في صحة الشعر وفروة الرأس في العاصمة أبيدجان، رأيا مشابها، مؤكدة أن الجمال الطبيعي لا يزال بعيدا عن كونه القاعدة السائدة في مجالات مثل الإعلام والموضة. ومع ذلك، ترى أن هذه التغييرات قد تمثل بداية لمرحلة جديدة من القبول الأوسع لمختلف أشكال الجمال.

وإذا نجحت مسابقة “ملكة جمال كوت ديفوار” في التأثير على نظرة الجمهور، فقد تسهم في تغيير مفهوم الجمال في المنطقة، وتشجيع النساء على تبني أنماط طبيعية في حياتهن اليومية. وقد أكد المنظمون تلقيهم ردود فعل إيجابية من داخل البلاد وخارجها، معربين عن أملهم في أن تكون هذه المبادرة انطلاقة لتغيير أوسع.

تُعد مسابقة “ملكة جمال كوت ديفوار” اليوم منصة لتحدي المعايير الجمالية التقليدية، وتمكين النساء من الظهور بثقة أكبر وتقدير ذواتهن، رغم الضغوط الاجتماعية التي تحاول حصر الجمال في قوالب معينة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض