مهرجان شوال الإثيوبي: فرحة وهوية

تحرير : صفاء فتحي

يعد مهرجان شوال في إثيوبيا من أبرز التقاليد الثقافية التي تعكس الروح الجماعية والهوية التراثية للمجتمع. ينظم هذا الحدث السنوي مباشرة بعد عيد الفطر في مدينة هرر، ويشكل مناسبة دينية واجتماعية في آن واحد، حيث تمتزج الطقوس الروحية بالألوان الفلكلورية والعادات المتوارثة. يتجمع السكان من مختلف المناطق مرتدين أزياء تقليدية مزينة بتفاصيل يدوية دقيقة، ويعم الفرح الأحياء مع ترديد الأناشيد الدينية وتبادل التهاني والزيارات بين الأسر والجيران.

يشهد المهرجان طقوسا جماعية تقام في الساحات والمساجد، حيث تتلى الأدعية وتقام حلقات الذكر. ثم تنطلق الاحتفالات الشعبية التي تتضمن رقصات جماعية وأهازيج موروثة، كما تعرض مهارات الطهي المحلي عبر موائد ممتدة للجميع دون تمييز، تمثل المناسبة فرصة لتكريس قيم التسامح والتكافل، وتهدف إلى مشاركة الفقراء والمحتاجين أجواء فرحة العيد، ما يعكس تماسك النسيج المجتمعي رغم تنوعه العرقي والديني.

في خلفية المشهد، تبرز روح الأصالة التي تحيي روابط الماضي بالحاضر، وتعبر عن تمسك الإثيوبيين بهويتهم الثقافية والدينية، وسط عالم متغير. يظل مهرجان شوال محطة سنوية تنبض بالحياة، تتجدد فيها الطقوس، وتتعزز الروابط الاجتماعية، ويستمر من خلالها الإرث الثقافي في الانتقال من جيل إلى آخر، نابضاً بذات الروح، متجذراً في عمق الأرض والتاريخ.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض