أفريقيا: واشنطن تعيد تموضعها عبر الاستثمار بدل المساعدات

تحرير: زينب العسري

تشهد السياسة الأمريكية في أفريقيا تحولا استراتيجيا يعكس تغيرا جوهريا في طبيعة حضورها بالقارة، حيث بدأت واشنطن تنأى بنفسها تدريجيا عن نموذج المساعدات الإنسانية التقليدية، لتتبنى نهجا جديدا يرتكز على تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارات التجارية طويلة الأمد. ويأتي هذا التوجه في إطار تنافس دولي متصاعد مع قوى مثل الصين وروسيا، تسعى هي الأخرى لترسيخ نفوذها في القارة السمراء.

في هذا السياق، قام مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، بجولة دبلوماسية شملت كلا من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وكينيا وأوغندا. هدفت الزيارة إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وتشجيع تدفق الاستثمارات الأمريكية، بما يدعم مشاريع تنموية قادرة على تحقيق نتائج ملموسة، ويضمن مصالح استراتيجية متبادلة.

وترى الإدارة الأمريكية أن أفريقيا لم تعد مجرد ساحة لتقديم المساعدات أو إدارة الأزمات، بل باتت تمثل فضاءً حيويا للاستثمار والمنافسة الجيوسياسية.
ومن هذا المنطلق، تعمل واشنطن على إعادة تعريف دورها في القارة، عبر بناء شراكات مستدامة تتفادى استنزاف الموارد الطبيعية وتضمن مصالح طويلة الأمد للطرفين.

يعكس هذا التحول وجها جديدا للدبلوماسية الاقتصادية الأمريكية، يسعى لمواكبة التحولات العالمية وتقديم بديل “أكثر نفعا” لنماذج النفوذ الأخرى، خاصة في ظل تصاعد التوترات والصراعات بين القوى الكبرى على النفوذ في أفريقيا.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض