تشاد: الرئيس ديبي يُقيل عدداً من الضباط الكبار بسبب “خطأ جسيم” وسط توترات داخلية

تحرير: وداد وهبي

أصدر الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو سلسلة من المراسيم أقال بموجبها مجموعة من كبار ضباط القوات المسلحة وقوات الأمن، متّهمًا إياهم بارتكاب “أخطاء جسيمة”، في خطوة تعكس تصاعد التوترات داخل الدائرة المقربة من الحكم، خاصة في ظل الانقسامات المتزايدة المرتبطة بالنزاع الدائر في السودان المجاور.

وبحسب مراسيم رئاسية نُشرت أمس الإثنين، تم إقالة تسعة ضباط كبار من الخدمة العسكرية وتجريدهم من رتبهم، إلى جانب فصل ثلاثة من عناصر الشرطة، وجميعهم لأسباب وُصفت بـ”الخطيرة”، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية تتعلق بطبيعة المخالفات المرتكبة.

وتأتي هذه الإجراءات بعد أيام من قرار مشابه شمل الجنرال عبد الرحيم بحر محمد إتنو، وهو ابن عم الرئيس ديبي وأحد أبرز الشخصيات الأمنية في البلاد، حيث شغل سابقًا مناصب حساسة مثل قيادة الأمن الرئاسي ورئاسة هيئة أركان الجيش. وقد أُعفي من مهامه وجرّد من رتبته العسكرية الخميس الماضي بموجب مرسوم رئاسي آخر، أشار كذلك إلى “خطأ جسيم” دون تفصيل.

تحدثت مصادر محلية  عن تصريحات علنية وجهها الجنرال المقال ضد النظام الحاكم، نُشرت في مجموعات داخلية ناطقة بلغة الزغاوة، وهي المجموعة العرقية التي ينتمي إليها كل من الرئيس ديبي وغالبية القيادات المُقالة.

وتشهد عائلة ديبي الحاكمة انقسامات داخلية واضحة، تُضاف إليها توترات متزايدة داخل الطائفة الزغاوية التي تُشكّل النواة الصلبة للنظام السياسي والعسكري في تشاد منذ عام 1990. ويُنظر إلى هذه القرارات الأخيرة على أنها تعبير عن تصدعات حقيقية في أوساط النخبة الأمنية والسياسية داخل النظام.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تداعيات الحرب في السودان، التي تلقي بظلالها على تشاد، لا سيما أن بعض أفراد الزغاوة في السودان يدعمون قوات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، في حين وُجهت اتهامات للرئيس ديبي بدعم قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، وهي اتهامات نفاها مرارًا، رغم تداولها على نطاق واسع.

وتشير بعض المصادر إلى أن بعض الزغاوة التشاديين انخرطوا في المعسكر المقابل، ما يُعمّق الخلافات داخل نفس المكون، ويزيد من هشاشة التحالفات الداخلية في البلاد في لحظة إقليمية شديدة الاضطراب.