نمل كينيا على قوائم التهريب… تجارة خفية تهدد ثروتها البيئية

تحرير: رضى الغزال

تحولت النملة من كائن دقيق لا يؤبه له إلى هدف مغر لعصابات التهريب، بعد أن ضبطت السلطات الكينية شابين بلجيكيين يبلغان من العمر 19 عاما وهما يحاولان تهريب خمسة آلاف نملة داخل 2244 أنبوب اختبار في دار ضيافة بمنطقة ناكورو السياحية، مدعيين أنها هواية شخصية دون علمهما بأنها محظورة قانونا.
الحادثة، التي وصفت بالسابقة، أثارت تساؤلات حول الدوافع الخفية وراء جمع هذا العدد الهائل من النمل وإخفائه بهذه الطريقة الدقيقة، وسط مؤشرات عن تورط شبكات تهريب منظمة تستهدف أسواقا في أوروبا وآسيا حيث يلقى هذا النوع من الكائنات رواجا متزايدا.

تطورات القضية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ وجهت اتهامات مماثلة في العاصمة نيروبي لمواطن كيني وآخر فيتنامي ضبط بحوزتهما 400 نملة إضافية، لترتفع قيمة المضبوطات إلى نحو 7700 دولار، أي ما يعادل مليون شلن كيني.
القضية سلطت الضوء على تحول لافت في أنماط التهريب التي لطالما ركزت على العاج وقرون وحيد القرن، قبل أن تنتقل إلى استغلال كائنات صغيرة يمكن إخفاؤها بسهولة ونقلها دون أن تُكتشف.

السلطات اعتبرت أن التهريب غير المشروع للنمل لا يهدد فقط التنوع البيولوجي بل يمس سيادة البلاد البيئية ويقوض فرصا علمية واقتصادية يمكن أن تستثمر لصالح المجتمعات المحلية. النمل المهرب يتميز بقدرته على الصمود داخل أنابيب مغلقة بالقطن لعدة أشهر، ما يجعله مثاليا لشبكات الاتجار التي تبحث عن أرباح كبيرة بأدنى قدر من المخاطر.

قيمة النمل تختلف حسب نوعه وسوقه وندرته، ما جعله يتحول إلى سلعة مرغوبة في بعض الأوساط العلمية والهواة على حد سواء. وبينما تتزايد الضغوط على كينيا لحماية ثرواتها الحيوية، يضع هذا التوجه الجديد أجهزة الرقابة أمام تحديات غير مألوفة تستدعي أدوات أكثر دقة في المواجهة. نملة واحدة قد لا ترى بالعين المجردة، لكنها اليوم تضع التنوع الكيني تحت المجهر الدولي.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض