تصاعد العنف بين الرعاة والمزارعين في نيجيريا يخلف أكثر من 56 قتيلاً

تحرير: وداد وهبي

لقي ما لا يقل عن 56 شخصًا مصرعهم هذا الأسبوع، في هجومين منفصلين نُسبا إلى رعاة ماشية رحل في ولاية بينو وسط نيجيريا، في موجة جديدة من الصدامات الدامية التي طالما شهدتها المنطقة بين المجتمعات الرعوية والزراعية.

وأفاد بيان صادر عن مكتب حاكم ولاية بينو يوم أمس السبت بتحديث حصيلة الضحايا، والتي كانت في البداية 17 قتيلاً، مؤكداً أن العدد مرشح للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة، أنيني سيويسي كاثرين، في تصريح يوم الجمعة، إن “مجموعة كبيرة من الميليشيات المسلحة هاجمت إحدى مناطق الولاية خلال الليل”، مشيرة إلى أن الهجوم وقع في ظل تصاعد جديد في التوترات بين الرعاة الرحل والمزارعين المحليين.

وخلال محاولة القوات الأمنية صدّ المهاجمين في ساعات الفجر الأولى، أطلق المسلحون النار بشكل عشوائي على المزارعين في منطقة أوكوم، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.

وفي حادث منفصل، شهدت منطقة لوغو – التي تبعد حوالي 70 كيلومترًا عن موقع الهجوم الأول – هجومًا متزامنًا أسفر عن مقتل 12 شخصًا قبل وصول قوات الأمن.

وكانت منطقة أوتوكبو في ولاية بينو قد شهدت قبل يومين فقط مقتل 11 شخصًا في هجوم مشابه، فيما قُتل أكثر من 50 شخصًا الأسبوع الماضي في هجمات مسلحة على قرى بولاية بلاتو المجاورة.

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز “SBM Intelligence” للدراسات، فقد أسفرت الصدامات بين الرعاة والمزارعين في نيجيريا منذ عام 2019 عن مقتل أكثر من 500 شخص، وتسببت في نزوح ما لا يقل عن 2.2 مليون نسمة.

غالبًا ما تُصوَّر هذه الصراعات في إطار ديني وعرقي، حيث ينتمي معظم الرعاة الرحل من الفولاني المسلمين، بينما ينتمي غالبية المزارعين إلى جماعات عرقية مسيحية مثل البيروم والإريغوي. لكن محللين يشيرون إلى أن التغير المناخي وتناقص الأراضي الرعوية يشكلان العاملين الأساسيين وراء تفاقم النزاع، بعيدًا عن الانتماءات الدينية.

وقد أثّر هذا الصراع بشكل مباشر على سلاسل الإمداد الغذائي في وسط نيجيريا، وهي منطقة تُعد من أهم المناطق الزراعية في البلاد، مما يضاعف من حدة الأزمة الإنسانية التي تمر بها المنطقة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض