بيل غيتس: إفريقيا تصنع مستقبل الذكاء الاصطناعي

تحرير: صفاء فتحي

أكد بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، خلال مشاركته في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي، أن إفريقيا تقف اليوم أمام لحظة فارقة قد تعيد تشكيل مستقبلها التكنولوجي.
واعتبر أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة تاريخية للقارة للتحول من متلقٍ للتقنيات إلى مساهم فاعل في إنتاجها وتوجيهها.

كما رأى غيتس أن الثروة الديمغرافية الإفريقية، التي تشمل كتلة شابة واسعة، تمثل أحد أهم عوامل التفوق، في وقت تتسابق فيه دول العالم لبناء نماذج رقمية فعّالة تستند إلى الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات. وأوضح أن القارة، التي تعاني في العديد من مناطقها من نقص في الخدمات الأساسية، يمكن أن تستفيد من هذه التقنيات لتعويض هذا النقص البنيوي، خصوصًا في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والزراعة.

في المجال الصحي، سلط الضوء على قدرة الأنظمة الذكية على الكشف المبكر عن الحالات المعقدة، لا سيما خلال فترات الحمل، مما يسهم في تقليص معدلات الوفيات وتحسين جودة الرعاية، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى البنى التحتية الطبية.
مشيرا إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في تعويض النقص الحاد في الكوادر الطبية بإفريقيا، من خلال نماذج تشخيص دقيقة وسريعة.

أما في قطاع التعليم، فطرح رؤية جديدة تقوم على استبدال النماذج التقليدية بمنصات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تسمح بتكييف الدروس حسب قدرات كل تلميذ. هذه المقاربة، حسب غيتس، قد تشكّل مفتاحا لتقليص الفجوة التعليمية بين الحواضر الكبرى والمناطق النائية.

ولم يغفل الدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومات الإفريقية في هذا التحول، داعيا إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي في إدارة الشأن العام، وتحسين تقديم الخدمات العمومية، وتوجيه السياسات التنموية بناءً على معطيات دقيقة. معتبرا أن البيانات، حين تستخدم بشكل أخلاقي وشفاف، تصبح أداة سيادية في يد الدول.

في خلفية هذا التوجه، تبرز مؤشرات متنامية على انخراط عدة دول إفريقية في مسار رقمنة خدماتها، وتزايد الاهتمام الدولي بدعم الابتكار في القارة.
كما يجمع الخبراء على أن إفريقيا قد تقفز مراحل تقليدية في التنمية إذا رافقت هذه الدينامية رؤية سياسية واضحة واستثمار مكثّف في البحث العلمي وتكوين الكفاءات.

اختتم غيتس كلمته بدعوة واضحة إلى تأسيس شراكات دولية ترتكز على نقل المعرفة وتمكين الكفاءات المحلية، بدل الاكتفاء بتصدير التكنولوجيا إلى إفريقيا. مشدّدًا على أن القارة، متى ما امتلكت أدوات الذكاء الاصطناعي، ستكون قادرة ليس فقط على تجاوز تحدياتها، بل على الإسهام الفعّال في تشكيل ملامح المستقبل الرقمي للعالم.