ترامب وإفريقيا: بين تقليص المساعدات وتعزيز المصالح الاقتصادية

تحرير: رضى الغزال

رغم القرارات الأخيرة التي أثارت انتقادات دولية بشأن خفض المساعدات الإنسانية، أكدت الإدارة الأمريكية أنها لا تزال تعتبر إفريقيا ذات أهمية استراتيجية. فقد صرح كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون إفريقيا، ماساد بولوس، في مقابلة مع “بي بي سي”، أن واشنطن لا تعتزم إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في القارة، بل تسعى إلى توسيع شراكاتها، خصوصا في قطاعات استراتيجية كالتعدين.

بولوس شدد على وجود تحركات ملموسة من قبل شركات أمريكية للاستثمار في الموارد الطبيعية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، في وقت دعت فيه الإدارة الأمريكية رواندا إلى التوقف عن دعم الميليشيات المسلحة في شرق الكونغو، وهي قضية تزيد من تعقيد المشهد الأمني والاقتصادي في المنطقة.

ورغم الجدل حول خفض التمويل، الذي بدأ مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لا تزال واشنطن تؤكد أن المراجعات الجارية تهدف إلى ضمان فعالية الإنفاق. منظمات دولية حذرت من تداعيات هذا التراجع، لا سيما في المجال الصحي، مع خطر نفاد أدوية الإيدز في ست دول إفريقية، وظهور تقارير عن وفيات في جنوب السودان بسبب إغلاق مراكز علاجية. بولوس، من جهته، وصف هذه الصلات بأنها “غير مباشرة”، مشيرا إلى التزام بلاده بالرقابة على استخدام الموارد.

على الجانب الاقتصادي، أوضح بولوس أن التعريفات الجمركية الأمريكية لا تؤثر بشكل كبير على معظم دول القارة، لكنه لم ينكر وجود تحديات، خصوصًا فيما يتعلق بمنافسة النفوذ الصيني في مجال استخراج المعادن النادرة، مثل الليثيوم، الذي يعد أساسيًا لصناعات التكنولوجيا.

كما تواجه اتفاقية التجارة الإفريقية الأمريكية “أجوا”، التي تمثل ركيزة اقتصادية لبلدان مثل ليسوتو، ضغوطًا كبيرة، خاصة بعد فرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على بعض منتجاتها، ما يضع مستقبل الاتفاقية على المحك.

ورغم هذه التوترات، عبّر المبعوث الأمريكي عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حلول متوازنة، مؤكدا أن السياسة الأمريكية ستبقى قائمة على مبدأ “أمريكا أولا”، دون إغفال فرص التعاون المشترك.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض