ترامب وماسك: نهاية “القوة الناعمة” في إفريقيا

تحرير: صفاء فتحي

قرار مفاجئ صدر عن إدارة الكفاءة الحكومية الأمريكية، تحت إشراف إيلون ماسك، قضى بإغلاق “مؤسسة تحدي الألفية” (MCC)، إحدى أبرز أدوات المساعدات الخارجية الأمريكية منذ تأسيسها عام 2004. خطوة تعكس توجها واضحا لإدارة الرئيس دونالد ترامب نحو إعادة ترتيب أولويات الإنفاق الفيدرالي، عبر تقليص الدعم الخارجي وتوجيه الموارد إلى الداخل الأمريكي.

على مدار عقدين، أدت المؤسسة دورا مركزيا في تمويل مشاريع استراتيجية بالدول النامية، خصوصا في إفريقيا، حيث ساعدت في تحسين البنية التحتية الكهربائية وتيسير سلاسل التوريد الزراعية عبر تحديث الطرق. رغم هذا السجل الحافل بالنجاحات، صدر القرار بإيقاف برامجها، مما يؤثر على أكثر من 320 موظفا وإجمالي منح تفوق 5.4 مليارات دولار.

عدد من الموظفين أعرب عن صدمته، مشيدين بسمعة المؤسسة في الحكامة والشفافية، مؤكدين أن الإغلاق لم يكن نتيجة فشل داخلي، بل ثمرة لقرار سياسي لا يرى في المساعدات الخارجية أولوية ملحة.

إيلون ماسك، الذي يلعب دورا استشاريا في الإدارة الحكومية، دافع عن القرار بشدة، معتبرا أن المساعدات الخارجية تمثل استثمارا غير فعال، وأن تحويل هذه الموارد إلى الداخل الأميركي سيخلق وظائف وينعش الاقتصاد.

تبريرات “ترشيد الإنفاق” لم تمنع توالد الأسئلة حول مستقبل الدور الأميركي في التنمية العالمية. مؤسسة تحدي الألفية، التي لطالما اعتبرت ركيزة للقوة الناعمة الأميركية، رسمت ملامح شراكة موثوقة مع دول القارة السمراء. ومع انسحابها، تفتح الأبواب أمام نفوذ قوى دولية منافسة، أبرزها روسيا التي كثفت وجودها في المنطقة.

مسار واشنطن نحو الانغلاق يترك فراغا استراتيجيا في لحظة يتعاظم فيها سباق النفوذ والاستثمار داخل إفريقيا. بينما ترفع الإدارة شعار المصلحة الاقتصادية، تبقى كلفة هذا التحول السياسي غير محسومة، وقد تؤثر سلبا على صورة أمريكا كشريك عالمي في زمن التحولات الكبرى.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض