قصر الإليزيه يشهد مفاوضات سرية بين ماكرون وكاغامي حول أزمة الكونغو

تحرير: رضى الغزال

اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الرواندي بول كاغامي في قصر الإليزيه بباريس، خلال زيارة غير معلنة هدفت إلى مناقشة ملفات شائكة تتراوح بين تعزيز التعاون الثنائي والأزمات الإقليمية الملحة، وفق مصادر دبلوماسية فرنسية. وجاء اللقاء المفاجئ في ظل تصاعد التوترات بمنطقة البحيرات الكبرى، لا سيما النزاع المسلح شرق الكونغو الديمقراطية، حيث تتهم كينشاسا كيغالي بدعم جماعة “إم 23” المتمردة.

ركز الحوار على سبل احتواء الأزمة الكونغولية، وسط دعوات فرنسية لخفض التصعيد بين الطرفين الأفريقيين. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المباحثات تطرقت إلى ضرورة تعزيز الحوار المباشر بين رواندا والكونغو الديمقراطية، مع تأكيد باريس على دورها كوسيط محايد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، التي تشهد نزاعات متجددة منذ عقود.

من جانب آخر، شملت المحادثات تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، في إطار سعي فرنسا لتوسيع نفوذها بالقارة الأفريقية، بينما تحاول رواندا إعادة بناء علاقاتها الدولية بعد سنوات من العزلة بسبب اتهامات مرتبطة بانتهاكات حقوقية. ولم تكشف تفاصيل الاتفاقيات الموقعة، لكن مصادر رجحت تركيزها على مشاريع تنموية واستثمارات مشتركة.

يأتي هذا اللقاء في سياق تحولات جيوسياسية تشهدها المنطقة، حيث تسعى فرنسا لتعويض تراجع حضورها التقليدي في غرب ووسط أفريقيا، بينما تعمل رواندا على توطيد تحالفاتها الإقليمية والدولية. وتعد المحادثات خطوة استباقية لاحتواء تداعيات النزاع الكونغولي، الذي يهدد باندلاع موجة جديدة من النزوح والاضطرابات في قلب القارة.