من الاحتجاجات إلى اللجوء: وصول أول دفعة بيض جنوب أفريقيا إلى أمريكا

تحرير: رضى الغزال

تصاعدت الأزمة بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة بعد احتشاد مئات البيض أمام السفارة الأمريكية في بريتوريا بفبراير الماضي، احتجاجا على ما وصفوه بتمييز حكومتهم ضدهم، ورفعوا لافتات أشادت بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتهم بدوره جنوب أفريقيا باستهداف الأقلية الأفريكانية عبر قانون إصلاح الأراضي المثير للجدل.

وبحلول يوم أمس، أعلنت واشنطن عن وصول أول دفعة من المزارعين البيض الجنوب أفريقيين كلاجئين، في خطوة استثنائية عللت بها الإدارة الأمريكية تعرض الأفريكانز لاضطهاد عنصري، متجاوزة بذلك تعليق قبول طلبات اللجوء المفروض منذ يناير على معظم الجنسيات. وقد وجهت منظمات حقوقية انتقادات حادة لهذا القرار، واعتبرته انتقائيا ويخالف معايير الحماية الدولية.

كما كشفت وثائق عن تسريع الإجراءات الممنوحة للاجئين الأفريكانز، حيث تم إعفاؤهم من عمليات الفحص الطويلة المفروضة على طالبي اللجوء الآخرين، وفقا لمصادر قانونية. كما أشارت تقارير إلى غياب تقييم منظمات دولية مثل يونيسيف، مما أثار شكوكا حول دوافع سياسية خلف القرار.

من جهتها، نفت حكومة جنوب أفريقيا مزاعم الاضطهاد، وأكدت أن إحصاءات جرائم القتل في المزارع لا تظهر تمييزا عرقيا، مشددة على أن الإصلاح الزراعي يهدف لتصحيح اختلالات تاريخية خلفها نظام الفصل العنصري، والذي حرم الأغلبية السوداء من الملكية لعقود.

في واشنطن، بدأت الدفعة الأولى من اللاجئين الأفريكانز تسوية أوضاعهم، وسط دعم معلن من إدارة ترامب، بينما حذر خبراء من تداعيات تحويل قضايا اللجوء إلى أداة ضغط جيوسياسية، مما قد يهدد مصداقية النظام الدولي لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.

يبدو أن التوتر بين البلدين لن ينحسر قريبا، خاصة مع استمرار الجدل حول قانون الأراضي الجنوب أفريقي والعقوبات الأمريكية، في صراع يعكس انقسامات أعمق تتعلق بالعدالة التاريخية والمصالح السياسية المتضاربة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض