لأول مرة.. بونتلاند تدفع بالمسيرات القتالية إلى ساحة المواجهة ضد داعش

تحرير: وداد وهبي

في منعطف نوعي ضمن حربها المفتوحة ضد تنظيم داعش، دفعت ولاية بونتلاند الصومالية إلى الواجهة بإعلان إدخال طائرات مسيّرة قتالية إلى الخدمة، في تطور قد يعيد توازن المعركة في تضاريس علميسكاد الوعرة، حيث تنكفئ خلايا التنظيم منذ شهور.

تأكدت المعلومة  من خلال اللواء محمود أحمد فاضيغو، المتحدث باسم عملية “هِلّاع”، الذي أوضح أن أربع طائرات مسيّرة قتالية قد وصلت بالفعل، تم شراؤها من ميزانية الولاية، دون أي تمويل خارجي، في خطوة تنم عن إرادة سياسية لتجاوز حالة الجمود التي عرفتها العمليات الأخيرة.

اكتفى فاضيغو بالقول إن الطائرات “من طراز متقدم”، رافضًا الإفصاح عن البلد المصنع أو شروط التعاقد. لكنه شدد على أن المسيّرات ستُستخدم لأغراض الاستطلاع الجوي والاستهداف الدقيق، وستسمح للقوات بالوصول إلى المناطق التي استعصت سابقًا على العربات البرية.

وبينما لا تزال قيادة بونتلاند تتحفّظ على إعلان التوقيت الرسمي لانطلاق المرحلة الرابعة من عملية “هِلّاع”، فإن مصادر مطّلعة تؤكد أن الرئيس سعيد عبد الله دني يعتزم الإعلان عنها قريبًا، بعد استكمال تدريبات خاصة لعناصر مختارة في وحدات النخبة، تأهيلًا للتعامل مع هذه التقنيات الجديدة.

يأتي هذا التصعيد  بعد تعليق عمليات تطهير وادي ميرالي، الذي شكل منذ فترة ملاذا رئيسيا لبقايا التنظيم. لكنّ دخول المسيّرات إلى مسرح العمليات، يعيد رسم خريطة الاشتباك، لا سيما في بيئة جغرافية شديدة التعقيد، تتحصّن فيها المجموعات الإرهابية عبر شبكة كهوف وممرات جبلية.

وفي هذا الصدد أكد المتحدث العسكري  أن إدخال المسيرات لن يكون رمزيا، بل سيشكل محورًا مركزيًا في التكتيك الجديد، موضحًا أن “المعركة المقبلة ستخاض بعيون في السماء وأقدامٍ على الأرض”.

في المقابل، أثارت الخطوة تساؤلات عدة حول التحديات المرتبطة بتشغيل وصيانة هذه الطائرات، ومدى قدرة بونتلاند على إدارتها بفاعلية في ظل بنية تحتية محدودة. غير أن ما لا يُمكن تجاهله هو أن بونتلاند، بهذه الخطوة، ترسل رسالة مزدوجة: مفادها أن حربها ضد الإرهاب لن تكون مرهونة بمساعدة خارجية، وأن التردّد لم يعد واردًا في المعركة المفتوحة على أمنها وحدودها.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض