سيراليون: نزاع عمالي يشل أكبر منجم ألماس

تحرير: صفاء فتحي

توقّف العمل في أكبر منجم للألماس في سيراليون بعد تصاعد نزاع عمالي بين شركة “كويادو ليمتد” والعمال المحليين، ما أسفر عن تسريح أكثر من ألف موظف وأثار قلقاً واسعاً بشأن مستقبل صناعة الألماس في البلاد.

بدأت الإضرابات أواخر عام 2024، مع تصاعد مطالب العمال بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. ورغم تعليق الاحتجاجات مؤقتاً على أمل التوصل إلى تسوية، تعثّرت المفاوضات واستؤنفت الإضرابات في مارس الماضي.

وبحسب تشارلز كاينيسي، رئيس نقابة العمال، فقد تم تسريح معظم الموظفين، ولم يبقَ سوى عدد محدود في المقر الرئيسي بالعاصمة فريتاون. وأشار إلى أن الأجور تُحتسب وفق سعر صرف يعود إلى عام 2016، ما يجعل العمال يتقاضون نحو 30% فقط من مستحقاتهم الحقيقية، رغم تقييم الرواتب بالدولار ودفعها بالعملة المحلية. كما انتقد غياب المرافق الصحية ومياه الشرب النظيفة في موقع العمل.

ورفضت إدارة الشركة التعليق، إذ قال المتحدث باسمها، إبراهيم توراي، إنه “ممنوع من الإدلاء بأي تصريحات في الوقت الراهن”.

في تطوّر مثير، اتهمت الشركة السيدة الأولى، فاطمة بيو، بالتدخل غير القانوني في الأزمة عقب زيارتها للمنطقة التي تنحدر منها، حيث ألقت خطاباً انتقدت فيه إدارة المنجم على خلفية سوء معاملة العمال. وردّت الشركة برسالة رسمية تتّهم فيها السيدة الأولى بـ”التحريض والتشهير”، مشيرة إلى أن الإضرابات تسببت في خسائر تتجاوز 16 مليون دولار، وأن استئناف العمل يتطلب ضخ استثمارات إضافية تُقدّر بنحو 20 مليون دولار. وطالبتها بسحب تصريحاتها وتقديم تعهّد مكتوب بعدم تكرارها.

من جانبه، قال وزير الإعلام، تشيرنور باه، إن الحكومة “تبذل قصارى جهدها لحل الأزمة”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وبين تصاعد الاحتجاجات وغياب الحلول، يواجه مئات العمال وأسرهم مستقبلاً غامضاً في بلد يعتمد بشكل كبير على الصناعات الاستخراجية، وسط تحديات اقتصادية خانقة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض