السنغال: رؤية رقمية طموحة وسط تحديات اقتصادية

تحرير: صفاء فتحي

أعلن رئيس السنغال باشيرو ديوماي فاي، خلال مشاركته في منتدى الرؤساء التنفيذيين الأفارقة بأبيدجان، عن رؤية رقمية جديدة لبلاده تقوم على تقليص التبعية للأنظمة الأجنبية، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي والتقني عبر ما سماه بـ“الصفقة الرقمية الجديدة”. المبادرة تقوم على ثلاث ركائز أساسية: التحكم في البنية التحتية الرقمية، تطوير إطار تنظيمي محلي، وتنمية الكفاءات الوطنية.

شدد فاي على ضرورة كسر الصورة النمطية لإفريقيا كمجرد مستهلك سلبي للتكنولوجيا، داعيا إلى بناء شراكات متوازنة مع الشركات العالمية تقوم على تبادل المنافع واحترام السيادة. ووفقا لما كشفه، تسعى السنغال إلى تعبئة استثمارات تقدر بـ1.7 مليار دولار لتنفيذ هذه الخطة، من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص تجمع مستثمرين محليين ودوليين، مع الالتزام بالحفاظ على القرار السيادي في كل مراحل المشروع.

واستشهد الرئيس بتجربة إستونيا في رقمنة 99% من خدماتها العمومية، وهي خطوة ساهمت في رفع ناتجها المحلي الإجمالي بنقطتين مئويتين، حسب بيانات رسمية. وأكد أن رقمنة الإدارة السنغالية تمثل أولوية استراتيجية، لاسيما ما يتعلق بتحصيل الضرائب باعتبارها إحدى ركائز تمويل التنمية.

يأتي هذا التحول في وقت تواجه فيه السنغال أزمة مالية خانقة، تفجرت بعد الكشف عن وجود ديون مخفية لم يعلن عنها خلال فترة الرئيس السابق ماكي سال. وفي تقرير صدر مؤخرا، أكدت محكمة الحسابات أن الدين العام والعجز المالي يتجاوزان بكثير الأرقام التي أعلنت عنها الإدارة السابقة، وهو ما دفع صندوق النقد الدولي إلى تعليق تسهيلاته الائتمانية في انتظار مراجعة شاملة للمالية العامة.

أمام هذه التحديات، تراهن الحكومة السنغالية على المشروع الرقمي كأداة لإعادة هيكلة الدولة، تحسين أدائها، وتعزيز شفافيتها، ضمن رؤية طويلة الأمد تهدف إلى إرساء أسس سيادة تقنية في عالم يتجه بسرعة نحو الرقمنة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض