إسبانيا: محاكمة ثلاثة سنغاليين بتهمة تهريب مهاجرين إلى جزر الكناري

تحرير: صفاء فتحي

طالبت النيابة العامة الإسبانية بفتح محاكمة علنية أمام المحكمة الإقليمية في جزر الكناري بحق ثلاثة مواطنين سنغاليين، بعد توقيفهم أثناء قيادتهم لقارب خشبي يقل 129 مهاجرا غير شرعيا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، انطلق من السواحل الموريتانية في اتجاه جزر الكناري. ووجهت إليهم تهم تهريب البشر وتعريض حياة الركاب للخطر، استنادا إلى لائحة اتهام صادرة عن محكمة التحقيق رقم 3 في مدينة سان بارتولومي دي تيراخانا.

قضى القارب 11 يوما في عرض البحر قبل أن تعترضه سفينة الإنقاذ البحري “غواردامار كاليوب” يوم 23 يوليوز 2024. وصف بأنه غير صالح للإبحار، إذ كان يفتقر إلى أدنى شروط السلامة والملاحة، ما جعل الركاب في وضع محفوف بالمخاطر. وتشير وثائق المحكمة إلى أن المتهمين، المعتقلين منذ 31 يوليوز، تصرفوا باتفاق مع أطراف أخرى في تنظيم الرحلة، بما يخالف قوانين دخول وإقامة الأجانب في الأراضي الإسبانية.

طالبت النيابة العامة بإنزال عقوبة بالسجن لمدة ثماني سنوات في حق كل واحد من المتهمين. وتندرج هذه المحاكمة ضمن سياق أوسع تشهده إسبانيا في السنوات الأخيرة، مع تصاعد موجات الهجرة غير الشرعية نحو جزر الكناري، حيث تحولت الطريق البحرية انطلاقا من السواحل الموريتانية والسنغالية إلى واحدة من أخطر مسارات الهجرة نحو أوروبا.

وتسجل هذه المسارات، حسب منظمات إنسانية، معدلات مرتفعة من الوفيات والاختفاء في عرض البحر بسبب ضعف وسائل الإبحار وطول المسافة الفاصلة بين السواحل الإفريقية والجزر الإسبانية. وتواجه السلطات الإسبانية ضغوطا متزايدة لتعزيز مراقبة الحدود وتفكيك شبكات التهريب، في وقت تتواصل فيه الهجرة غير الشرعية بدوافع معقدة تشمل الفقر، انعدام الفرص، وتدهور الأوضاع السياسية والبيئية في بلدان المنشأ.