بوركينا فاسو تخلد ذكرى سانكارا بصرح وطني يعانق ذاكرة إفريقيا التحررية
تحرير : وداد وهبي
في مشهد احتفالي مهيب، شهدت العاصمة واغادوغو تدشين تمثال ضخم للرئيس الراحل توماس سانكارا، بحضور رئيس البلاد إبراهيم تراوري وحشود غفيرة من المواطنين، في احتفال جسد الامتداد المعنوي لإرث رجل ما يزال اسمه مرادفا للنزاهة والكرامة الإفريقية.
نصب التمثال وسط مجمع تذكاري واسع أنشئ على مساحة 14 هكتارا، يتضمن متحفا وبرجًا بارتفاع 87 مترًا ومدرجًا ثقافيًا وحدائق عامة، إلى جانب مقبرة رمزية لسانكارا واثني عشر من رفاقه الذين سقطوا معه في 1987، في واقعة ما تزال تثير أسئلة عن ثمن الاستقلال في إفريقيا.
سانكارا، الذي قاد البلاد من عام 1983 حتى اغتياله في 1987، أعاد تسميتها من “فولتا العليا” إلى “بوركينا فاسو”، أي “أرض الرجال النزهاء”، وكرس سنوات حكمه القصيرة لترسيخ ثقافة الاعتماد على الذات، وتحرير البُنى الاقتصادية من التبعية، إلى جانب إصلاحات اجتماعية جوهرية طالت الصحة، والتعليم، وتمكين المرأة، وإعادة توزيع الأراضي.
المعماري البوركينابي العالمي فرانسيس كيري، الذي صمّم النصب، قال إن “التمثال ليس مجرد حجر، بل هو مرآة لذاكرة نضالية، ومنارة تستدعي الإيمان بقدرة الشعوب على صناعة مصيرها”، في إشارة إلى ما مثّله سانكارا من قدوة في النزاهة والوعي القاري المستقل.
وغالبًا ما ينظر الى رئيس الجمهورية الحالي إبراهيم تراوري، الذي تسلّم السلطة في 2022، على أنه امتداد لأفكار سانكارا، وقد عزز هذا التصوّر بسلسلة من الإجراءات السياسية والاقتصادية التي تسعى إلى إعادة صياغة العلاقة بين الدولة ومواردها، من خلال سياسات تقوم على الاستقلالية الوطنية والانفتاح القاري، كان أبرزها إنشاء تحالف دول الساحل (AES) مع مالي والنيجر، لتنسيق الجهود الإقليمية نحو سيادة شاملة.
الحدث لم يمرّ مرور الكرام، فقد استقطب اهتمامًا واسعًا من تيارات الفكر الوحدوي في إفريقيا، وعبّر أكاديميون وشخصيات فكرية، من بينها البروفيسور الكيني بي إل أو لومومبا، عن دعمهم لهذه الخطوة، معتبرين أنها تجسيد لعودة الوعي الإفريقي إلى جذوره الأصيلة، حيث السيادة قيمة لا مساومة فيها.
لكن رغم رمزية المناسبة، تظل البلاد تواجه تحديات بنيوية معقّدة، على رأسها الأمن والحوكمة، وهو ما يضع الإرث السانكاري أمام اختبار جديد: هل يمكن ترجمة تلك المبادئ إلى سياسات تستجيب لواقع اليوم دون أن تُفرط في جوهرها؟
-
فرس النهر خطر كامن !
[gallery ids="10435"]فرس النهر يبدو كحيوان مسالم.. لكنه قاتل صامت، يودي بحياة المئات سنويا، ويواجه بنفسه خطر الانقراض. إنفوجرافيك -
اتفاق جديد بين السنغال وموريتانيا: بطاقة التعريف الوطنية كافية لعبور الحدود
تحرير: وداد وهبي في خطوة تعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، أعلنت كل من السنغال وموريتانيا... التعاون الاقليمي والدولي -
نيجيريا: أحكام بالسجن والأشغال الشاقة بحق متهمين بالانتماء إلى بوكو حرام
تحرير : هالة البصيراستأنفت السلطات النيجيرية هذا الأسبوع محاكمات جماعية لمشتبه في انتمائهم إلى جماعة بوكو حرام، بعد توقف دام... غرب افريقيا -
اللغات المحلية المهددة بالانقراض في جمهورية إفريقيا الوسطى
تحرير: ماهر الرفاعيتواجه اللغات المحلية في جمهورية إفريقيا الوسطى تهديدا متزايدا بالانقراض، نتيجة لتداخل عوامل اجتماعية، سياسية، واقتصادية أثرت بشكل... ثقافة -
shell تحصل على ترخيص للتنقيب عن النفط في أعماق سواحل جنوب إفريقيا الغربية
تحرير: وداد وهبي في خطوة قد تعيد رسم خارطة الطاقة بجنوب القارة، أعلنت شركة شل (Shell) يوم أمس الجمعة حصولها على... إقتصاد -
إيديولوجية التوفيقية الإفريقية: رؤية تتبناها شعوب القارة لإعادة تشكيل هويتها
تحرير: رضى الغزال تشهد القارة الإفريقية في الوقت الراهن دينامية ثقافية متسارعة تتجلى في بروز مفهوم “التوفيقية الإفريقية”، الذي يقصد به... مجتمع