مفاجأة قمة بغداد: كشف مصفاة نفط عراقية منسية في الصومال منذ 50 عاما

تحرير: رضى الغزال

فجر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مفاجأة أدهشت الحاضرين خلال مشاركته في قمة جامعة الدول العربية ببغداد، إذ كشف عن وجود مصفاة نفط عراقية أقيمت على الأراضي الصومالية منذ عام 1974 ضمن شراكة ثنائية، ظلت طي النسيان لعقود. وأوضح أن المصفاة، التي تقع شمال شرق مدينة براوة، صممت لإنتاج 500 ألف طن من المشتقات النفطية سنويا، لكنها توقفت عن العمل بسبب الإهمال وعدم الصيانة، داعيا العراق إلى إعادة تأهيلها لاستئناف نشاطها.

من جانبها، تفاجأت الحكومة العراقية بهذا الكشف، خاصة بعد أن أكد المتحدث الرسمي باسمها، باسم العوادي، أن المصفاة لم تكن ضمن سجلاتها الرسمية منذ الغزو الأمريكي عام 2003، ما أدى إلى ضياع العديد من الأصول الخارجية العراقية. وتبين أن الاتفاقية الأصلية نصت على تمويل العراق للمشروع بالكامل، مع التزام الصومال بتسديد 50% من التكاليف خلال ثلاث سنوات بفائدة رمزية، لكنها لم تكتمل بسبب الظروف السياسية والأمنية التي مر بها البلدان.

إلى جانب ذلك، أعلنت وزارة النفط العراقية عن تشكيل لجنة فنية عاجلة لتقييم وضع المصفاة ودراسة جدوى إعادة تشغيلها، في خطوة تهدف إلى استعادة الأصول المفقودة وتعزيز التعاون الاقتصادي مع الصومال. وتشير المعلومات إلى أن المصفاة كانت تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 آلاف برميل يوميا قبل توقفها، وأن إعادة تأهيلها تتطلب استثمارات كبيرة نظرا للأضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء الحرب الأهلية الصومالية.

كما يذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن اكتشفت بغداد عام 2023 امتلاكها مزارع شاي في فيتنام تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، ما يسلط الضوء على ضرورة توثيق الاستثمارات الخارجية وحمايتها من الضياع. وتشير تقارير إلى أن العراق يمتلك أصولا استثمارية متنوعة في دول مثل سريلانكا والبرازيل، منها مزارع وسفن صيد وعقارات، لكن غياب المتابعة الرسمية أضعف قدرة الدولة على استردادها.

في سياق متصل، طالبت جهات برلمانية وهيئات نزاهة بفتح تحقيقات شاملة حول الأصول العراقية المفقودة، ودعت إلى التعاون مع شركات تدقيق دولية لتحديد حقوق العراق في هذه المشاريع. كما أشار الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي إلى أن ملف المصفاة الصومالية قد يعيد إحياء الصندوق العراقي للتنمية الخارجية، الذي أُسس في سبعينيات القرن الماضي لتمويل مشاريع استثمارية خارجية، لكنه توقف عن العمل بعد عام 2003.