كانال بلس: صفقة كبرى تعيد رسم الإعلام في أفريقيا

تحرير: صفاء فتحي

تقدمت لجنة المنافسة في جنوب أفريقيا بتوصية تقضي بالسماح لمجموعة “كانال بلس” الفرنسية بالاستحواذ على شركة “مالتي تشويس”، في صفقة من شأنها إعادة تشكيل خريطة التلفزيون المدفوع في القارة الأفريقية.

حددت المجموعة الفرنسية عرضها المالي بنحو 2.6 مليار يورو، مقابل 125 راندا جنوب أفريقيا للسهم الواحد، في محاولة للهيمنة على قطاع طالما احتفظ بخصائصه المحلية، رغم اتساع الطلب على المحتوى الرقمي وتطور المنصات الترفيهية.

سعت “كانال بلس” من خلال هذا التحرك إلى تعزيز وجودها في الأسواق الناطقة بالإنجليزية، بعدما رسخت حضورها منذ سنوات في البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية. ويمنحها الاستحواذ على “مالتي تشويس” موطئ قدم أقوى في مشهد إعلامي تتزايد فيه المنافسة ويزداد فيه الإقبال على المحتوى المحلي.

أنشأت المجموعة كيانا قانونيا منفصلا بالشراكة مع مستثمرين محليين، امتثالا للقوانين التي تمنع الشركات الأجنبية من حيازة أكثر من 20% من حقوق التصويت في مؤسسات البث. كما التزمت بسلسلة من التعهدات تتعلق بالحفاظ على مناصب الشغل، دعم الإنتاج الوطني، وتوسيع نطاق تمثيل الفئات المهمشة في القطاع الإعلامي.

احتفظت “مالتي تشويس” رغم خسارتها الأخيرة لما يقارب أربعة ملايين مشترك، بقاعدة مستخدمين تفوق 19 مليون مشترك، ما يجعلها أكبر مزود لخدمات التلفزيون المدفوع في القارة. وفي المقابل، تمتلك “كانال بلس” قرابة ثمانية ملايين مشترك موزعين على 25 دولة أفريقية، بإيرادات تتجاوز مليار يورو سنويا.

ينتظر الطرفان قرار المحكمة المختصة لإتمام الصفقة، في وقت يتوقع فيه أن يشكل هذا الاستحواذ تحولا نوعيا في مشهد الإعلام والترفيه الأفريقي، خاصة مع الاتجاهات الديموغرافية السكانية التي تشير إلى بلوغ عدد سكان القارة حوالي ملياري نسمة في منتصف هذا القرن، ما يفتح الباب أمام طفرة في الطلب على المحتوى ويعزز أهمية الفاعلين القادرين على الاستثمار طويل الأمد.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض