رئيس الكونغو برازافيل يزور فرنسا لتعزيز الشراكة واستعادة الاستقرار الإقليمي

تحرير: رضى الغزال

انطلق رئيس الكونغو برازافيل، دينيس ساسو نغيسو، في زيارة رسمية لباريس تستمر يومين، بهدف توقيع سلسلة اتفاقيات مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، تركز على تعزيز التعاون التنموي والامني. وتشمل الاتفاقيات المزمعة مشاريع لترميم كورنيش العاصمة برازافيل، وانشاء اكاديمية متخصصة في مكافحة الجرائم البيئية، فضلا عن هيكلة ادارية للمناطق المحمية في البلاد. الى ذلك، ستناقش القمة الازمة المتصاعدة في منطقة البحيرات الكبرى، مع تركيز خاص على التوترات بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، حيث تسعى فرنسا لتحقيق اتفاق يضمن سيادة كينشاسا على اراضيها المتنازع عليها، ويعزز الاستقرار الاقليمي.

في المقابل، تظهر الزيارة مدى تعقيد العلاقات الثنائية، اذ لا تزال قضية المكاسب غير المشروعة المرفوعة ضد الرئيس الكونغولي وعائلته في فرنسا تشكل عائقا امام التقارب الكامل بين البلدين. ففي مارس الماضي، شهدت باريس تفتيشا لشقة السيدة الاولى الكونغولية انطوانيت ساسو نغيسو، كجزء من تحقيقات قضائية مستمرة منذ 2007، اطلقتها منظمة شيربا الفرنسية المعنية بمكافحة الفساد، والتي تتهم الرئيس بالكسب غير المشروع. ورغم التاكيدات الكونغولية على حرصها لاحياء الروابط التاريخية مع باريس، الا ان هذه القضايا القضائية تترك بظلالها على الجهود الدبلوماسية الجارية.

الى ذلك، تبرز الزيارة محاولة فرنسية لتعزيز نفوذها في افريقيا عبر بوابة الشراكة الاقتصادية، حيث تعد فرنسا ثاني اكبر مانح للكونغو برازافيل، مع وجود نحو 200 شركة فرنسية او ذات صلة بفرنسا تعمل على اراضيها، وفقا للسفارة الكونغولية في باريس. وتاتي هذه الخطوة في سياق تنافس دولي محموم على الموارد والشراكات في القارة، خاصة مع تصاعد التوترات في مناطق مثل الساحل الافريقي والبحيرات الكبرى، ما يدفع باريس لتعميق تحالفاتها مع حلفاء تقليديين مثل ساسو نغيسو، الذي يحكم البلاد منذ اربعة عقود، وسط انتقادات متزايدة حول الديمقراطية والشفافية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض