كينيا: مؤسسة التعليم فوق الجميع تحدث تحولا في حياة آلاف اللاجئين

تحرير: صفاء فتحي

غيرت مؤسسة التعليم فوق الجميع حياة آلاف اللاجئين في كينيا من خلال برنامج تعليمي وتنموي شامل يستهدف مخيمي كاكوما وداداب، أكبر مخيمين للاجئين في البلاد. يركز البرنامج على دمج الأطفال والشباب في أنشطة تعليمية موجهة للتعامل مع التحديات البيئية والمناخية التي تهدد المجتمعات المحلية، ويهدف إلى تأهيلهم لمواجهة آثار التغير المناخي وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في المخيمات.

يركز البرنامج على تعليم مهارات عملية متنوعة تشمل إعادة تدوير المواد المستخدمة في الحياة اليومية، صناعة المقاعد والأواني المستدامة، إقامة مناحل مغلقة، وزراعة الأشجار والحدائق العضوية داخل المدارس. هذا النهج لا يعزز فقط المهارات البيئية لدى الطلاب، بل يرفع من مستوى الدخل لأسرهم ويقلل من الأعباء المالية المرتبطة بالتعليم.

ساهم المشروع في تغيير سلوكيات الطلبة ومجتمعاتهم، حيث أصبح الطلاب أكثر مسؤولية وانتماء تجاه البيئة المحيطة، مع إدراك مباشر للأثر الإيجابي لأنشطتهم. كما ساهم المشروع في دمج الأطفال المنقطعين عن الدراسة وإعادة إدماجهم في النظام التعليمي، مستفيدين من منهج طوره أساتذة من جنوب شرقي كينيا يركز على التعليم من أجل المناخ بدلا من التعليم التقليدي.

يبلغ تمويل المشروع نحو 7.1 ملايين دولار موزعة على ثلاث سنوات، مع دعم مشترك بين مؤسسة التعليم فوق الجميع وشركائها المحليين. ويعتبر المشروع جزء من سلسلة مشاريع نفذتها المؤسسة في كينيا، استفاد منها أكثر من 635 ألف طفل وشاب، مع تركيز خاص على البرامج البيئية التي تستهدف حوالي 77 ألف طفل.

تشكل هذه المبادرة نموذجا ناجحا في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية في مخيمات اللاجئين، حيث تم تدريب آلاف الشباب على الإجراءات البيئية الفعالة ضمن مشروع “الشباب الأخضر 360”، الذي تجاوز أهدافه في عدد المستفيدين. كما تم تحويل النفايات من عبء إلى مصدر اقتصادي يدعم الزراعة في المدارس، مما ساهم في خلق بيئة تعليمية نظيفة ومنتجة.

وسط تدهور الغطاء النباتي والضغط المتزايد على الموارد في المخيمات، دعمت المبادرة مشاريع التشجير، الطاقة المتجددة، وإنتاج العسل، مما ساعد في تخفيف التوترات بين اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة. وتعتمد الحكومة الكينية على التنسيق مع الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية لضمان توفير الخدمات الأساسية وضبط حركة اللاجئين، مع تركيز خاص على التعليم، المياه، والصرف الصحي.

يبقى نجاح هذه المبادرة دعوة مفتوحة للدول والمؤسسات الخاصة لاحتضان مثل هذه المشاريع وتوسيعها، إذ أثبتت التجربة قدرتها على تحقيق تأثير مستدام في حياة اللاجئين، وتعزيز فرصهم في التكيف مع التحديات المناخية والاجتماعية التي تواجههم.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض