ظهور مفاجئ للجنرال الروسي سوروفيكين في الجزائر يعيد الجدل حول دوره العسكري

تحرير: وداد وهبي

في تطور لافت يعيد تسليط الضوء على الشخصيات العسكرية الروسية المثيرة للجدل، ظهر الجنرال الروسي سيرغي سوروفيكين، المعروف بلقب “جنرال يوم القيامة”، خلال عرض عسكري في الجزائر، وذلك بعد اختفاء طويل عن الساحة العامة دام قرابة عامين. وقد أكدت وزارة الدفاع البريطانية ظهوره، مشيرة إلى أنه بدا “أنحف بشكل ملحوظ”، وشارك بصفة رسمية في فعالية نظمتها السفارة الروسية في الجزائر بمناسبة يوم النصر، بتاريخ 9 من شهر ماي الجاري.

سوروفيكين، الذي سبق أن تولى قيادة القوات الروسية في أوكرانيا وكان قائدا للقوات الجوية الفضائية، ارتبط اسمه بعلاقة وثيقة بقائد مجموعة فاغنر الراحل، يفغيني بريغوجين، خاصة خلال التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2017. وقد اختفى عن الأنظار منذ محاولة التمرد الفاشلة التي قادتها فاغنر في يونيو 2023، ما أثار موجة من التكهنات بشأن مصيره، وسط تقارير غير مؤكدة عن توقيفه أو خضوعه للإقامة الجبرية. وبذاك يعزز ظهوره في الجزائر  الفرضية التي راجت منذ سبتمبر 2023، والتي تحدثت عن تعيينه في منصب جديد هناك، رغم عدم صدور أي إعلان رسمي عن ذلك في حينه.

وفقا لتقارير وزارة الدفاع البريطانية، يتولى سوروفيكين حاليًا مهمة قيادة فريق من “الخبراء العسكريين الروس” في السفارة الروسية بالجزائر. هذا التطور يعيد طرح تساؤلات حول طبيعة الدور الذي يُسند إليه ضمن الاستراتيجية الروسية في القارة الإفريقية، في وقت تتسع فيه رقعة النفوذ الروسي إقليميًا، لا سيما بعد انخراط موسكو المتزايد في ملفات أمنية وسياسية في بلدان مثل مالي والنيجر وليبيا.

اختفاء سوروفيكين أعقب حذف اسمه من الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، في خطوة فسّرها البعض كإبعاد تام عن المشهد العسكري، خصوصًا بعد وفاة بريغوجين في حادث تحطم طائرة ما زالت أسبابه محل جدل. ورغم صمت الكرملين بشأن دوره المستقبلي، فإن ظهوره الجديد في الجزائر يشير إلى إعادة دمجه بشكل غير معلن في الدوائر الرسمية، وربما تكليفه بمهمات خارجية تخدم الطموحات الجيوسياسية لروسيا.