السودان على حافة كارثة صحية مع تفشي وباء الكوليرا

تحرير: رضى الغزال

حذرت منظمات إغاثة دولية من تدهور الأوضاع الصحية في السودان مع تفشي وباء الكوليرا بشكل سريع وسط استمرار الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث، وأفادت تقارير محلية بوفاة 172 شخصا خلال أسبوع واحد جراء الوباء، فيما سجلت العاصمة الخرطوم أعلى الإصابات بسبب توقف محطات تنقية المياه بعد هجمات بطائرات مسيرة تسببت في انقطاع الكهرباء.

أشارت اللجنة الدولية للإنقاذ إلى أن النزاع المسلح عمق الأزمة مع انخفاض تغطية اللقاحات وتراجع الإمدادات الطبية، بينما حذرت منظمة أطباء بلا حدود من اكتظاظ المرافق الصحية المتبقية بعد فرار الكوادر الطبية من مناطق القتال، ووصفت الوضع بأنه يفوق القدرات المتاحة مع تسجيل 500 إصابة يوميا في الخرطوم وانتشار حالات في شمال البلاد وجنوبها.

رغم أن معظم إصابات الكوليرا تظهر أعراضا خفيفة، إلا أن المرض قد يؤدي إلى الوفاة في حال تسبب بإسهال حاد يستلزم علاجا فوريا بالمضادات الحيوية والسوائل الوريدية، وتفاقم الأزمة يأتي في ظل نزاع مسلح خلف أكثر من 150 ألف قتيل ونزوح ملايين السكان، فيما تصنف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية بالسودان كـ”الأسوأ عالميا”.

أكد مسعفون محليون أن استهداف البنية التحتية الحيوية ومنظومات المياه جعل السكان يعتمدون على مصادر ملوثة، وسط تحذيرات من تداعيات أوسع قد تطال دولا مجاورة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء الوباء وتأمين المساعدات الطبية للمناطق المتضررة.