ليبيا: عرض برامج مرشحين لحكومة جديدة وسط انقسامات سياسية

تحرير: صفاء فتحي

عرض سبعة مرشحين لرئاسة حكومة جديدة برامجهم أمام مجلس النواب الليبي، خلال جلسة عقدها في مدينة بنغازي يوم الثلاثاء، في خطوة تعد أحدث تحرك من جانب رئيس المجلس، عقيلة صالح، لتشكيل سلطة تنفيذية بديلة، رغم التحذيرات المتزايدة من تداعيات هذا المسار على المشهد السياسي المنقسم في البلاد.

قدم المرشحون، ومن بينهم رجال أعمال وشخصيات عامة سبق لهم الترشح للرئاسة، مقترحات تركز على تنظيم انتخابات عامة وتوحيد المؤسسات المنقسمة، في وقت حذر فيه معارضون من أن تشكيل حكومة دون توافق وطني قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام، ويعرقل جهود التوصل إلى تسوية شاملة.

دعت إحدى الرؤى المقترحة إلى تشكيل حكومة تكنوقراط تعتمد نظام المحافظات، مع تقليص الإنفاق وتوحيد المؤسسات، ضمن خطة زمنية لا تتجاوز ثمانية عشر شهرا. وركز صاحبها على محاربة الفساد وإعادة هيكلة الإدارة المحلية دون تحميل الدولة أعباء مالية إضافية. ويدعى المرشح عبد الحكيم بعيو، وهو رجل أعمال من مدينة مصراتة سبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية المؤجلة عام 2021.

في رؤية أخرى، طرحت خطة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، مع التأكيد على ضرورة تشكيل سلطة تنفيذية موحدة تحظى باعتراف دولي. تضمنت المقترحات حل المجموعات المسلحة غير النظامية، وتوحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية، ضمن برنامج يرتكز على محاور سياسية، دستورية، وأمنية. وقدم هذه الخطة يفضيل الأمين، الرئيس السابق لمجلس التطوير الاقتصادي، وأحد المترشحين في الانتخابات الرئاسية الماضية.

وتنوعت البرامج الأخرى بين الالتزام بخريطة طريق تؤدي إلى الانتخابات، العمل على تخفيف الأزمات المعيشية، ومعالجة الانقسام السياسي. ومن بين المتحدثين محمد المزوغي، محمد المنتصر، عثمان البصير، علي ساسي، وعبد الكريم مقيق. وأعلن عقيلة صالح تأجيل استكمال الاستماع إلى بقية المرشحين إلى يوم الأربعاء.

قوبلت التحركات الأخيرة لمجلس النواب برفض 26 نائبا أعربوا عن معارضتهم لتشكيل حكومة جديدة دون توافق مع الأطراف الأخرى، معتبرين أن هذه الخطوة تمثل خرقا للاتفاق السياسي القائم. كما أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان لها، عن قلقها إزاء ما وصفته بالقرارات الأحادية، داعية إلى حوار شامل وتغليب الحلول التوافقية بين مختلف الأطراف الليبية.

ويأتي هذا التصعيد في سياق الأزمة المستمرة بين حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة الموازية المدعومة من البرلمان في بنغازي، بقيادة أسامة حماد. بينما تتصاعد الضغوط الدولية لتنظيم انتخابات طال انتظارها، لا تزال العقبات القانونية والسياسية تحول دون تحقيق هذا الهدف.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض