بريطانيا تطلق وحدة سيبرانية متقدمة لمواجهة التهديدات الرقمية من روسيا والصين

تحرير: رضى الغزال

في تحول استراتيجي لافت في السياسة الدفاعية، أعلنت الحكومة البريطانية عن إنشاء وحدة سيبرانية وكهرومغناطيسية متقدمة، تهدف إلى تعزيز قدرات البلاد في خوض حروب العصر الرقمي، ومجابهة التهديدات المتزايدة من دول مصنفة كخصوم استراتيجيين، مثل روسيا والصين. وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، كشف أن هذه الوحدة ستُجهز بما يُعرف بـ”شبكة قتل إلكترونية” تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتنسيق العمليات العسكرية بين مختلف الوحدات البرية والبحرية والجوية والفضائية والسيبرانية، في إطار مشروع تتجاوز موازنته مليار جنيه إسترليني.

الوزير أوضح، من مقر وزارة الدفاع في كورشام، أن الوحدة الجديدة ستقود عمليات هجومية ودفاعية رقمية في بيئة تتسم بتزايد المخاطر السيبرانية. وأكد أن هذه المبادرة تأتي ردًا مباشرًا على التصعيد اليومي في الهجمات الإلكترونية، والتي بلغت أكثر من 90 ألف هجوم منذ مطلع عام 2024، وهو ما يعادل ضعف الحصيلة المسجلة في العام السابق. وبحسب هيلي، فإن القيادة الجديدة ستُمنح صلاحيات موسعة لتوظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد التهديدات، واستهدافها بشكل فوري باستخدام منصات متصلة تشمل المقاتلات والمسيرات والقدرات الكهرومغناطيسية.

وتعكس هذه الخطوة مراجعة جذرية لمفهوم الأمن القومي البريطاني، إذ لم تعد الأسلحة التقليدية وحدها كافية لضمان التفوق العسكري. فقد أظهرت الحرب في أوكرانيا أن كفاءة الاتصال والقدرة على الابتكار السريع صارت عاملًا حاسمًا في الميدان. ولهذا تسعى المملكة المتحدة إلى دمج البنية التحتية الرقمية والعسكرية ضمن منظومة واحدة متكاملة، تستفيد من أفضل المواهب التكنولوجية الوطنية، وتوفر استجابة فورية ومترابطة في مواجهة التهديدات الحديثة. “انتهى زمن الخطابات”، يقول هيلي، “والآن آن أوان العمل”.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض