أساطير الكرة الإفريقية تضيء ملعب مقديشو في مباراة سلام تاريخية

تحرير: رضى الغزال

شهد ملعب مقديشو الدولي حدثا تاريخيا تجاوز كرة القدم، إذ اجتمع عمالقة القارة صامويل إيتو وإيمانويل أديبايور وجاي جاي أوكوتشا في مباراة سلام مدعومة من الفيفا، هدفها إعادة الأمل لشعب عانى عقودا من الحرب. وجاءت المباراة كأول حدث رياضي كبير تشهده الصومال منذ ثلاثة عقود، بعد أن تحول الملعب سابقا إلى ساحة قتال وقاعدة للميليشيات، قبل إعادة ترميمه عام 2020 ليعود رمزا لإحياء الوطن.

واكتظت المدرجات بمئات المشجعين الذين حضروا مبكرا حاملين الأعلام وهاتفين باسم الوطن. وقد عبر النجم التوغولي أديبايور عن روح الحدث بقوله: “ندعو الله أن يمنحكم السلام لتعيدوا بناء بلدكم”، بينما وصف وزير الأمن المحلي المناسبة بأنها فرصة لتغيير صورة الصومال عالميا وإثبات قدرتها على استضافة الأحداث.

كما سجل الثلاثي هدفا في شباك الفريق الصومالي، بمشاركة وزراء محليين في اللعب إلى جانب الأساطير، خلال مباراة استمرت 40 دقيقة وانتهت بنتيجة 8-4 لصالح أساطير أفريقيا. وقد أذهل اللاعبون الجمهور بحركاتهم الفنية التي حافظوا على بريقها رغم اعتزالهم، مؤكدين أن المباراة تجاوزت المنافسة الرياضية إلى رمزية أعمق.

علاوة على ذلك، عبر مشجع صومالي عن مشاعره بالقول: “كأنني أجلس في ملعب برشلونة” عند رؤيته إيتو، بينما رأى آخرون في الحدث إيذانا بانبعاث الصومال من رماد حرب أهلية استمرت 35 عاما.

من جهة أخرى، تسعى الصومال عبر هذه الخطوة إلى استعادة مكانتها الكروية، إذ قدم اتحادها الكروي طلبا رسميا للفيفا والاتحاد الإفريقي لإعادة تقييم الأوضاع الأمنية، تمهيدا لاستضافة المباريات الدولية على أراضيها بعد سنوات من التنقل بين جيبوتي والمغرب.

ختاما، حملت كلمات النجوم رسائل تضامن، مؤكدين أن الزيارة لم تكن مجرد مباراة، بل شملت جولة تقييمية رسمية تضمنت لقاء الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وفحص البنية التحتية والأمن، وهي خطوة تتماشى مع طلب إنهاء بعثة الأمم المتحدة كدليل على تحسن الأوضاع.