إيران توسع نفوذها في إفريقيا مستغلة تراجع الحضور الغربي

تحرير: وداد وهبي

في خضم التراجع الغربي المتزايد عن الانخراط الفعّال في القارة الإفريقية، تتحرك إيران بهدوء لتعزيز وجودها على عدة جبهات، مستغلة الفراغ السياسي والدبلوماسي الذي خلفه هذا الانكفاء، ومركزة بذلك على بناء شبكة نفوذ تمتد عبر مناطق متعددة من القارة.

خلال الأسابيع الأخيرة، احتضنت طهران أكثر من 700 رجل أعمال من 38 دولة إفريقية في إطار القمة الإفريقية-الإيرانية الثالثة. وتزامن هذا الحدث مع تنظيم فعالية احتفالية بمناسبة “يوم الوحدة الإفريقية”، أشرف عليها وزير الخارجية الإيراني عباس عراغشي، وحضرها عدد من سفراء الدول الإفريقية لدى إيران. كما شهدت المناسبة تصريحات من المرشد الأعلى تؤكد ما وصفه بـ”أهمية القارة الإفريقية” بالنسبة لبلاده.

تأتي التحركات الإيرانية  في وقت يشهد فيه الدور الفرنسي تراجعا حادا، بينما أعلنت الولايات المتحدة نيتها خفض وجودها الدبلوماسي والعسكري في إفريقيا. هذا المشهد يفتح المجال أمام طهران، إلى جانب موسكو وبكين، لتعزيز حضورها في القارة من خلال أدوات اقتصادية ودبلوماسية وأمنية.

وقد توسعت التحركات الإيرانية في القرن الإفريقي بالتنسيق مع جماعات محلية مسلحة، كما استغلت التوترات السياسية في ليبيا لتكثيف تحركاتها في شمال القارة، ونسّقت مع الجزائر بشكل لافت في ملفات ذات طابع استراتيجي. في الساحل، تسعى طهران إلى توسيع نفوذها في مناطق تشهد هشاشة أمنية. كما تحافظ على علاقات متينة مع بعض المجتمعات الشيعية في غرب إفريقيا، وتسعى إلى تعميق تعاونها مع جنوب إفريقيا وزيمبابوي، إلى جانب تعزيز الروابط الاقتصادية مع كينيا وتنزانيا. أما في إثيوبيا، فقد استُخدمت طائرات مسيّرة إيرانية في النزاع الداخلي، ما يكشف عن مستوى غير مسبوق من التنسيق بين الجانبين.

يندرج هذا التمدد الإيراني ضمن سياسة محسوبة تهدف إلى ملء الفراغ الناتج عن ضعف الاهتمام الغربي، ويطرح تساؤلات جدية حول توازنات القوة المقبلة في القارة. في ظل غياب استراتيجية دولية مضادة، يتواصل تحرك طهران على الأرض، في وقت تواجه فيه قوى دولية تقليدية صعوبات متزايدة في الحفاظ على مواقعها.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض