ناميبيا تحيي ذكرى الإبادة الجماعية وسط تصاعد المطالب بالتعويض

تحرير: صفاء فتحي

نظمت حكومة ناميبيا يوم الأربعاء الماضي أول احتفال رسمي لتكريم ضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الألمانية خلال فترة الاستعمار، في خطوة تجدد المطالب بتعويضات من برلين. تعود هذه المجازر، التي تعتبر أول إبادة جماعية موثقة في القرن العشرين حسب مؤرخين والأمم المتحدة، إلى الفترة بين 1904 و1908، حيث أودت بحياة نحو 65 ألفا من شعب أوفاهيريرو و10 آلاف من الناما خلال مقاومتهم للاحتلال الألماني.

اختارت ناميبيا يوم 28 ماي لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية، تزامنا مع التاريخ الذي أصدرت فيه السلطات الاستعمارية الألمانية أمرا بإغلاق معسكرات الاعتقال التي احتجزت الضحايا. في عام 2021، اعترفت ألمانيا رسميا ولأول مرة بأن هذه المجازر تشكل إبادة جماعية، ووافقت على تمويل مشاريع تنموية بقيمة 1.1 مليار يورو، غير أنها امتنعت عن دفع تعويضات مباشرة للضحايا وأسرهم.

خلال مراسم التأبين التي أقيمت يوم الأربعاء في حدائق البرلمان، أكدت رئيسة ناميبيا نيتومبو ناندي ندايتواه أن الاعتراف الألماني خطوة أساسية، لكنه لا يشكل سوى جزء من المفاوضات المعقدة التي بدأت منذ عام 2013. شددت على أن أي اتفاق نهائي يجب أن يحقق العدالة والإنصاف، لا سيما بالنسبة للمجتمعات التي تحملت المعاناة بشكل مباشر.

وأوضحت السفارة الألمانية في ويندهوك أن الحكومة الفدرالية تتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية عن هذه الجرائم، مؤكدة على أهمية تحقيق المصالحة بين البلدين.

قاطع بعض ممثلي مجتمع أوفاهيريرو مراسم التأبين احتجاجا على الاتفاق الحالي، معتبرين أن التمويل التنموي لا يعكس حجم المعاناة التاريخية التي تحملوها، مطالبين باعتراف أكبر وتعويضات مباشرة.

تتواصل المفاوضات بين ناميبيا وألمانيا سعيا إلى اتفاق ينصف الضحايا ويطوي صفحة الماضي، فيما يظل الملف شاهدا حيا على إرث الاستعمار الألماني في أفريقيا.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض