نيروبي تستضيف مؤتمر رؤساء أركان الدفاع الأفارقة لبحث التعاون الأمني

تحرير: صفاء فتحي

تتواصل في العاصمة الكينية نيروبي أشغال مؤتمر رؤساء أركان الدفاع الأفارقة، الذي انطلق يوم 26 ماي 2025، بمشاركة واسعة من كبار القادة العسكريين من مختلف أنحاء القارة. ويهدف اللقاء إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتنسيق الجهود في مواجهة التحديات الأمنية، وذلك تحت شعار “تعزيز الأمن الإفريقي: دعم وحدة الجهود”.

توزعت جلسات المؤتمر على محاور رئيسية، شملت تطوير القدرات الدفاعية، تحديث آليات التنسيق بين المؤسسات العسكرية، وتحسين الاستجابة للمخاطر الأمنية الطارئة. وتم التأكيد على أهمية التدريب المشترك، تبادل الخبرات، وخلق آليات مرنة للتواصل الفوري والتعاون الميداني، خاصة في المناطق الحدودية التي تشهد هشاشة في البنية التحتية.

شهد المؤتمر انخراط بلدان تنتمي إلى مختلف أقاليم القارة، ما يعكس توجها متناميا نحو تجاوز المقاربات القطرية، واعتماد رؤية شمولية للأمن الإفريقي. كما نوقشت مقترحات تهدف إلى تطوير الصناعات الدفاعية المحلية، وتعزيز الاعتماد على الموارد الذاتية، بعيدا عن الحلول المؤقتة أو التدخلات الخارجية.

يأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه القارة الإفريقية تحولات متسارعة في التوازنات الجيوسياسية، دفعت بعدد من الفاعلين الإقليميين إلى الدعوة لتبني مقاربة أكثر استقلالية، تقوم على الشراكة المتوازنة واحترام السيادة الوطنية. وتمت الإشارة، في هذا السياق، إلى بعض نماذج التعاون الإقليمي الناشئة، مثل الاتفاقيات الموقعة بين دول غرب إفريقيا، باعتبارها تجارب يمكن البناء عليها لبلورة صيغ تنسيقية مبتكرة.

كما حظيت مناطق تشهد اضطرابات متواصلة باهتمام خاص خلال أشغال المؤتمر، حيث تم التأكيد على ضرورة التوفيق بين المقاربات الأمنية والتنموية، من خلال إدماج جهود التنمية المحلية في التصورات الأمنية الشاملة. وتم اعتبار الاستثمار في البنيات الأساسية وتحسين الخدمات الاجتماعية عاملا محوريا في تقليص التوترات وتعزيز الاستقرار.

رغم تفاوت الأولويات الوطنية بين الدول المشاركة، توافق الحاضرون على أن مواجهة التحديات الأمنية لا يمكن أن تتم بشكل منفرد، وأن ضمان الأمن والاستقرار يقتضي تكثيف العمل المشترك، توفير الإرادة السياسية، وتوجيه الموارد نحو تقوية المؤسسات وبناء الثقة بين الدول.

من المرتقب أن تصدر توصيات نهائية في ختام المؤتمر يوم 31 ماي الجاري، وسط آمال بأن يشكل هذا اللقاء خطوة نوعية نحو ترسيخ رؤية إفريقية موحدة للأمن، تتأسس على الفعالية، التعاون العملي، واحترام الخصوصيات الوطنية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض