مالي تنهي عهد الذهب المهاجر: مصفاة وطنية بشراكة روسية تبني مستقبلا جديدا

تحرير : وداد وهبي

في تحرك استراتيجي يترجم طموحها إلى التمكين الاقتصادي واستعادة القرار السيادي على ثرواتها، أعلنت جمهورية مالي عن إطلاق مشروع ضخم لتشييد مصفاة وطنية للذهب في العاصمة باماكو، بشراكة مباشرة مع روسيا، أحد أبرز الفاعلين الدوليين في مجال التعدين والطاقة.

وتطمح مالي، التي تعد ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا، من خلال هذا المشروع إلى إحكام سيطرتها على سلسلة القيمة الكاملة لإنتاج الذهب، لا سيما وأن الجزء الأكبر من هذا المعدن النفيس يصدر منذ سنوات في صورته الخام إلى مصاف خارجية، خاصة في سويسرا والإمارات، مما يحرم الدولة من عائدات كبيرة كان يمكن توجيهها نحو تنمية البلاد.

المصفاة المرتقبة، التي يقدر أن تبلغ طاقتها الإنتاجية 200 طن سنويا، ستمثل نقطة تحول حاسمة في المشهد الاقتصادي المالي، إذ ستتيح للدولة تنقية ذهبها داخل حدودها لأول مرة على نطاق صناعي واسع، مع ما يترتب عن ذلك من فرص استثمار محلي، وخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز العائدات المالية للدولة.

ولم تخف السلطات المالية أن هذا المشروع يتجاوز بعده الاقتصادي، ليحمل دلالة سيادية تعكس مسارا جديدا تسلكه باماكو منذ السنوات الأخيرة، قوامه إعادة بناء الشراكات الدولية بما يخدم المصالح الوطنية بعيدا عن الهيمنة التقليدية.

وتعد هذه المبادرة جزءا من توجه أوسع تنتهجه دول عدة في القارة الإفريقية، يستند إلى مراجعة سياسات الموارد الطبيعية ورفض النموذج القائم على تصدير المواد الخام، في مقابل تبني نماذج إنتاج محلية تسهم في توطين الثروة والمعرفة والتكنولوجيا.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض