تحالف سنغالي–إيفواري واعد لإعادة تشكيل غرب إفريقيا

تحرير: أفريكا أي

تتحرك السنغال وساحل العاج نحو بناء شراكة استراتيجية ثنائية تتجاوز الأبعاد التقليدية للتعاون الإقليمي، في محاولة لملء الفراغ الجيوسياسي الذي خلفه انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر من مجموعة الإيكواس مطلع العام الجاري. هذا التوجه الجديد يستند إلى رؤية سياسية طموحة تهدف إلى تعزيز الاستقرار وتماسك غرب إفريقيا في سياق إقليمي بالغ التعقيد.

وتجسد الجولة التي قام بها رئيس الوزراء السنغالي أوسمان سونكو، وشملت بوركينا فاسو وساحل العاج وغينيا كوناكري، ملامح هذا التوجه، حيث ركزت الزيارات على الجوانب الميدانية والتواصل الشعبي، كما ظهر في تفقده لمرافق عامة بمدينة بواكي الإيفوارية، ما يعكس رغبة في تأسيس علاقات تتجاوز الطابع البروتوكولي التقليدي نحو تعاون عملي وملموس.

لكن هذه الشراكة الطموحة لا تخلو من تحديات، أبرزها تجاوز الإرث السياسي للقيادتين السابقتين، ماكي سال والحسن واتارا، اللذين لطالما ارتبط اسماهما بتحالفات وثيقة مع القوى الغربية، وفي مقدمتها فرنسا. ومن ثم، فإن استعادة الثقة الإقليمية تتطلب إعادة صياغة أولويات السياسة الخارجية على نحو يبرز التزاما صادقا بخدمة القضايا الإفريقية من منظور استقلالي وتكاملي، بعيدا عن الارتهان للسياسات الدولية.

في ضوء ما تتمتع به داكار وأبيدجان من استقرار نسبي وثقة استثمارية وموقع استراتيجي داخل الفضاء الاقتصادي لغرب إفريقيا، فإن بناء نموذج ثنائي متماسك قد يشكل نواة لمشروع تنموي إقليمي واسع. قدرة البلدين على اجتياز العقبات وتنسيق الرؤى السياسية والتنموية تمثل عاملا حاسما في تحويل هذا التقارب إلى رافعة حقيقية للنمو والازدهار المشترك في المنطقة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض