إفريقيا والذكاء الاصطناعي: معركة الديمقراطية ضد التضليل

تحرير: رضى الغزال

تتعرض الديمقراطية في أفريقيا لاختبار غير مسبوق عبر انتشار أدوات التضليل الإعلامي المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، إذ تستخدم الفيديوهات المزيفة والحسابات الوهمية لقلب الحقائق والتأثير في الرأي العام. ظهر ذلك جليا في الانتخابات النيجيرية عام 2023 حين نشرت “ديب فايك” تربط مرشحين بجماعات متطرفة، كما شهدت بوركينا فاسو استغلال هذه التقنيات لتعزيز صورة الرئيس إبراهيم تراوري عبر مقاطع مصطنعة ضمن خطاب سياسي محدد.

وتشارك في هذه العمليات جهات خارجية تسعى لزعزعة الاستقرار، حيث تتورط مؤسسات روسية في حملات منظمة لنشر الفوضى، وأبرزها “مشروع لاختا” الذي يصمم هجمات إلكترونية متطورة لتفكيك ثقة المواطن الأفريقي بمؤسساته، مما يمهد لصعود أنظمة شمولية تستفيد من الفراغ الناتج عن تراجع المصداقية.

في المقابل، تنشأ مبادرات محلية لمواجهة الخطر، كمنظمة “فاكتس ماتر” النيجيرية التي تعمل على تدقيق المحتوى وتحذير الجمهور من الأخبار الزائفة. لكن هذه الجهود تواجه صعوبات جمة أمام ضخامة الهجمات المنظمة، مما يستدعي تعاونا عاجلا بين الحكومات والمجتمع المدني والمنصات الرقمية لبناء آليات دفاع فاعلة، فغياب التنسيق يهدد مستقبل الديمقراطية الأفريقية بأكملها.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض