“عيل حريري” تسقط بيد حركة الشباب: هجوم منسق يكشف هشاشة أمنية في قلب الصومال

تحرير: وداد وهبي


في تطور يكرس تصاعد التهديدات الأمنية في وسط الصومال، استولت حركة الشباب صباح  أمس الأربعاء على قرية “عيل حريري” الواقعة شرق محافظة هيران، بعد هجوم متعدد المحاور دفع القوات المحلية إلى الانسحاب دون مقاومة تذكر، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان.

استخدمت في هذا الهجوم، الذي وصف بـ”الواسع والمنسق”،أسلحة متنوعة، وامتد لساعات طويلة، بحث خلف حالة من الذعر بين السكان، بينما لا تزال الحصيلة النهائية للخسائر البشرية والمادية غير معروفة حتى الساعة. ومع ذلك، أفادت مصادر أمنية بمقتل ما لا يقل عن 21 عنصرا من مقاتلي الحركة، دون صدور بيان رسمي عن خسائر القوات المحلية المعروفة باسم “المعاويسلي”.

ويأتي هذا التطور الميداني في إطار استراتيجية تصعيدية تتبناها حركة الشباب في مناطق وسط وجنوب البلاد، سعيا إلى استعادة مناطق نفوذ خسرتها خلال السنوات الماضية، أمام ضربات القوات الحكومية وقوات محلية مدعومة من بعثة الاتحاد الإفريقي “AUSSOM” وشركاء دوليين.

ورغم الجهود العسكرية المتواصلة، فإن الحركة لا تزال تحتفظ بقدرات هجومية عالية، وتعتمد على تكتيكات معقدة تشمل التفجيرات، والاغتيالات، والكمائن، ما يجعلها فاعلا ميدانيا خطيرا في مشهد أمني بالغ الهشاشة.

وتعيش محافظة هيران منذ أسابيع حالة من التوتر المتصاعد، مع دخول الحرب ضد الحركة مرحلة جديدة ضمن العملية الوطنية الثانية لتطهير المناطق، ما دفع مقاتلي الحركة إلى تنفيذ ضربات استباقية مفاجئة في محاولة لإرباك القوات المنتشرة هناك.

ويجمع محللون أمنيون على أن سقوط “عيل حريري” يبعث برسائل مقلقة بشأن فعالية الاستراتيجية الحالية في التعامل مع الجماعات المسلحة، ويطرح الحاجة الملحة إلى إعادة تقييم شاملة للمنظومة الأمنية، وتبني مقاربة أكثر تكاملًا تربط بين الحسم العسكري وبناء الثقة المجتمعية.

في السياق ذاته، شدد ناشطون محليون على ضرورة تعزيز الحضور المؤسساتي للدولة في المناطق الريفية، من خلال توفير الخدمات الأساسية، وبسط القانون، معتبرين أن الفراغ التنموي والإداري يشكل الأرضية المثالية لعودة نفوذ الحركات المتطرفة، مهما كانت الإنجازات العسكرية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض