كينيا: توقيف كاتب لتأليفه كتابا عن ابنة الرئيس يثير جدلا واسعا

تحرير: صفاء فتحي

أدان حقوقيون ومحامون في كينيا توقيف الكاتب ويبستر أوشورا إيليجا، عقب نشره سيرة ذاتية غير رسمية عن شارلين روتو، ابنة الرئيس الكيني ويليام روتو، دون الحصول على إذنها.

صدر الكتاب، الذي حمل عنوان “ما وراء الاسم: شارلين روتو وانتفاضة الشباب”، في 22 ماي، وشارك في تأليفه عدد من الأشخاص، غير أن التهمة وجهت إلى إيليجا وحده بتهمة الاحتيال، وقد أُفرج عنه لاحقا بكفالة، بينما أكدت شارلين روتو أنها أبلغت السلطات وتتبع المسار القانوني، معربة عن استيائها من نشر الكتاب دون علمها، وواصفة الخطوة بأنها تجسيد لـ”ثقافة سيئة” تتجلى في إساءة استخدام الأسماء.

وأوضحت روتو، البالغة من العمر 31 عاما والمعروفة بانخراطها في الشأن العام، أن اعتراضها لا يتعلّق بمحتوى الكتاب، بل بنشره دون موافقتها المسبقة.،وأشارت إلى أن المؤلف لم يتواصل معها مطلقًا، معتبرة استخدام اسمها في العنوان تصرّفًا غير لائق.

في المقابل، رأى الناقد الأدبي مبوغوا نغونجيري أن المؤلف لم يرتكب أي مخالفة قانونية، مستشهدا بسير غير رسمية نشرت سابقًا، مثل سيرة الرئيس السابق أوهورو كينياتا، والتي لم تسبقها أي استشارة. وكتب على صفحته في فيسبوك: “بوسع مليون كاتب تأليف كتب عن شخصيات عامة، ويظل ذلك قانونيًا ما لم تتضمن إساءة أو تضليلا”، مضيفا أن المقاضاة لا تكون مبررة إلا إذا تضمّن العمل محتوى مسيئًا أو مضللًا.

أما المحامي كينيدي مونغاري، المتخصص في قضايا الإعلام، فقد أكد أن تأليف سير عن شخصيات عامة لا يستوجب الحصول على إذن مسبق، مستشهدا بتجاربه مع كتب عن سياسيين مثل رايلا أودينغا ودونالد ترامب. كما اعتبر المحامي إيفان أونديكي توقيف المؤلف مسًّا بالقيم الديمقراطية في كينيا، مشددًا على أن استخدام اسم أو صورة شخصية عامة لا يشكّل في حد ذاته جريمة.

تسلّط قضية ويبستر إيليجا الضوء على الإشكالات القانونية والأخلاقية المرتبطة بتأليف السير الذاتية في كينيا، خاصة فيما يتعلّق باستخدام أسماء شخصيات عامة دون إذن مسبق. وتأتي في سياق نقاش أوسع حول حرية التعبير والحدود الفاصلة بين الحقوق الفردية وحرية النشر.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض