مقتل أخطر قادة “الشباب” في الصومال: ضربة موجعة للحركات الإرهابية في المنطقة

تحرير: وداد وهبي

في عملية نوعية مشتركة نفذتها القوات الصومالية بالتعاون مع شركاء دوليين، أعلنت الحكومة الفيدرالية مقتل أحد أخطر قادة حركة الشباب الإرهابية، المدعو نور عبدي روبلي نونوولي، في ضربة موجعة لتنظيم طالما هدد أمن البلاد واستقرارها. وجاء الإعلان الرسمي على لسان وزير الدفاع “أحمد معلم فقي”، الذي اعتبر هذه العملية بمثابة إنجاز كبير في سياق المعركة الوطنية المستمرة ضد الإرهاب.

ووقعت العملية مساء أول أمس الجمعة، في منطقة وعرة بين “عيل حريري” و”جرس مڠن” بمحافظة هيران، حيث شنت القوات الحكومية هجوما محكما استهدف مخابئ الجماعة المسلحة، وأسفر عن إصابة نونوولي بجروح بالغة فارق على إثرها الحياة، إضافة إلى مقتل عدد من قيادات الصف الأول في التنظيم.

وأوضح الوزير فقي في تصريحاته أن نونوولي كان من أكثر القادة دموية في صفوف حركة الشباب، وقد لعب دورا محوريا في تخطيط وتنفيذ هجمات دامية استهدفت مدنا وقرى في ولايتي “چلموذڠ” و”هرشبيلي”، من بينها “غورعيل”، و”دوسمريب”، و”عد”، و”آدم يبال”، و”حررطيري”، وغيرها من المناطق التي شهدت معاناة كبيرة بسبب عملياته الإرهابية. كما كان مسؤولا عن تجنيد المقاتلين، وتدريبهم، وتنسيق عمليات الاستخبارات داخل الجماعة، ما جعله أحد أبرز الأهداف المطلوبة للقوات الصومالية.

ولم تقتصر العملية على تصفية نونوولي فقط، بل طالت أيضًا عددًا من كبار القادة، بينهم “عدو”، المسؤول عن جهاز المراقبة في ولاية جلجدود، و”معلم عمر”، المشرف العام على برامج التدريب والتجنيد داخل التنظيم. وتشير المعلومات الرسمية إلى أن حصيلة القادة الذين سقطوا في هذه العملية بلغت خمسة، جميعهم متورطون في أعمال قتل واستهداف للمدنيين.

وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد عسكري متواصل بمحافظة هيران، التي شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات ضارية بين مقاتلي الميليشيات الشعبية “معاويسلي” وعناصر حركة الشباب، ولا تزال العمليات مستمرة لتطهير المناطق التي تتمركز فيها الجماعة المتطرفة.

وقد أشاد الوزير فقي بشجاعة أبناء محافظة هيران، مشددا على أن التضحيات الجسيمة التي يبذلونها في ميادين القتال تمثل حجر الزاوية في الحرب على الإرهاب، ومؤكدا أن نهاية قادة التنظيم، أيا كانت قوتهم وخبراتهم، ستكون على هذا النحو الحاسم.

يشكل مقتل نونوولي محطة فارقة في جهود مكافحة الإرهاب في الصومال، ليس فقط بسبب موقعه القيادي البارز داخل الحركة، بل أيضا لما يحمله من دلالات على تنامي قدرة الأجهزة الأمنية والعسكرية على اختراق شبكات التنظيم واستهدافها بعمليات دقيقة، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في المواجهة مع الجماعات المتطرفة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض