فيضانات ثلجية تجتاح جنوب أفريقيا: أطفال مدارس في عداد المفقودين وخسائر بشرية ومادية فادحة

تحرير: وداد وهبي

في مشهد مأساوي يعكس قسوة الطبيعة، اجتاحت عواصف ثلجية وأمطار غزيرة أجزاء واسعة من جنوب أفريقيا، مخلفة وراءها سلسلة من الكوارث التي طالت الأرواح والبنى التحتية، وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف من السكان.

وفي إقليم الكيب الشرقي، أكدت السلطات المحلية أن حافلة صغيرة تقل مجموعة من  الأطفال في طريقهم إلى المدرسة جرفتها السيول، وسط ظروف جوية قاسية. وحتى مساء اليوم الثلاثاء، تم إنقاذ ثلاثة أطفال، بينما لا يزال عدد غير معلوم في عداد المفقودين. وتم تعليق جهود الإنقاذ مع حلول الظلام على أن تستأنف صباح غد الأربعاء.

وفي حادث منفصل بالإقليم ذاته، تم العثور على جثث سبعة أشخاص جرفتهم مياه الفيضانات في منطقة “أور تامبو”، في حين لقي خمسة آخرون مصرعهم في حادث مروري مروع، بعد انقلاب حافلة صغيرة قرب مدينة إيست لندن. وبحسب المتحدث باسم هيئة النقل، فإن الحادث نجم عن محاولة السائق تفادي شجرة سقطت على الطريق بسبب الرياح العاتية.

وتسببت العواصف والثلوج، التي غطت مناطق بأكملها في إقليمي “الكيب الشرقي” و”كوازولو ناتال”، في شلل كبير بالحركة المرورية، حيث علقت شاحنات على الطرقات وأغلقت بعض المحاور الرئيسية احترازيا. وفي بعض المناطق، تجاوز ارتفاع الثلوج 30 سنتيمتراً، ما استدعى نشر الجرافات لفتح الطرق الحيوية.

لم تسلم شبكة الكهرباء الوطنية هي الأخرى من الأضرار؛ فقد أعلنت شركة “إسكوم” عن انقطاع التيار عن نحو 300 ألف منزل في 14 بلدة وقرية في الكيب الشرقي، بالإضافة إلى 196 ألف منزل في 24 منطقة أخرى بكوازولو ناتال.

وقال رئيس حكومة الكيب الشرقي، أوسكار مابوياني، إن “ما نشهده الآن تذكير قاس بجبروت الطبيعة”، داعيا السكان إلى توخي الحذر في المناطق المعرضة للفيضانات.

ويحذر خبراء الأرصاد من استمرار سوء الأحوال الجوية، مع توقع هبوب رياح قوية وأمواج بحرية عاتية قد تعرقل حركة الملاحة على السواحل الشرقية. ويذكر أن جنوب أفريقيا تشهد في العادة تساقطات ثلجية في فصل الشتاء من يونيو إلى غشت، لكن العلماء يؤكدون أن التغيرات المناخية جعلت الفيضانات أكثر تكرارا وحدة، وهو ما ظهر جليا في فيضانات سابقة أواخر أبريل تسببت في إصابة 18 شخصاً وتدمير نحو 4500 منزل.