ترمب يعلن التعبئة ضد “الغزو الأجنبي”: حظر تجول في لوس أنجليس وتكساس تنشر الحرس الوطني

تحرير: وداد وهبي

على خلفية الاحتجاجات المندلعة وفي تصعيد غير مسبوق بسبب سياسات الهجرة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب إرسال قوات من مشاة البحرية والحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجليس، في وقت فرضت فيه سلطات المدينة حظر تجول ليلي بعد تصاعد أعمال الشغب والمواجهات مع الشرطة.

 جاء قرار ترمب وسط احتجاجات متواصلة منذ خمسة أيام، انطلقت إثر عمليات مداهمة نفذتها سلطات الهجرة، ما أشعل موجة غضب واسعة في أوساط الجاليات المهاجرة، لاسيما من أصول لاتينية. وقد رفعت خلال المظاهرات أعلام مكسيكية ولافتات منددة بسياسات الترحيل الجماعي، الأمر الذي وصفه ترمب بأنه “غزو أجنبي لمدينة أميركية”، على حد تعبيره.

وفي خطاب شديد اللهجة ألقاه أمام جنود في قاعدة “فورت براغ” بولاية نورث كارولاينا، قال ترمب: “لن نسمح لأعداء أجانب باجتياح لوس أنجليس واحتلالها”، مضيفا: “ما يحدث هناك ليس مجرد احتجاج، بل هجوم منظم على السيادة الوطنية والسلم العام”.

وقد رافق هذه التصريحات إجراءات ميدانية لافتة، إذ أمر ترمب بنشر 700 عنصر من مشاة البحرية إلى جانب 4000 من قوات الحرس الوطني، في خطوة وصفت بأنها تحد مباشر لسلطات ولاية كاليفورنيا، التي لم تطلب هذا التدخل الفيدرالي.

من جهتها، أعلنت رئيسة بلدية لوس أنجليس، كارين باس، حال الطوارئ وفرضت حظر تجول ليلي في وسط المدينة، مؤكدة أن القرار جاء “لمنع أعمال التخريب والنهب” بعد سلسلة من الصدامات الليلية بين المتظاهرين وقوات الأمن.

وفي تكساس، أعلن الحاكم الجمهوري غريغ أبوت عن نشر قوات من الحرس الوطني في أنحاء الولاية، مؤكداً أن “التظاهر السلمي قانوني، لكن الإضرار بالممتلكات أو الأفراد غير قانوني وسيواجه بالحزم”، مضيفا أن قوات الحرس ستتخذ “كل الإجراءات الممكنة لضمان النظام”.

وفي خطابه ذاته، دعا ترمب أوروبا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد “الهجرة غير المضبوطة”، قائلا: “ما نشهده اليوم في لوس أنجليس هو صورة مصغرة لما يحدث في العديد من الدول الأوروبية. وعليهم التحرك قبل فوات الأوان”.

تجدر الإشارة إلى أن القوانين الأميركية تقيد بشكل كبير استخدام الجيش الفيدرالي في إنفاذ القانون داخل البلاد، إلا في حالات التمرد أو إعلان الطوارئ، ما يزيد من التكهنات حول نية ترمب تفعيل قانون “مكافحة التمرد” الذي يمنحه سلطات استثنائية لنشر الجيش على المستوى الوطني.