حين ترفرف راية الثأر… إيران لا تكتفي بالحزن بل تهيئ للرد القادم

تحرير: أفريكا أي

لم تكن قبة مسجد جمكران في قم هذا الصباح كأي وقت مضى. هناك، في قلب أحد أقدس الرموز الدينية لإيران، ارتفعت الراية الحمراء التي لا ترفع إلا حين يتحول الغضب إلى عهد، والدم إلى رسالة، “يا لثارات الحسين” كتبت على القماش، لكنها وجهت بلغة النار إلى تل أبيب والعالم أجمع، إيران لم تصرخ، لم تلوح، لم تعلن الحرب رسميا، لكنها رفعت أكثر رموزها التصعيدية خطورة، في لحظة اختلط فيها الثأر الديني بالحساب السياسي.

الراية ليست طقسا عاطفيا عابرا، بل قرارا استراتيجيا له جذور تاريخية في الوجدان الإيراني، يعود إلى معركة كربلاء وإرث التوابين، حيث لا تهدأ راية الثأر إلا بعد القصاص، رفعها فوق مسجد جمكران، للمرة الثالثة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، ليس تفصيلا رمزيا بل تصعيدا محكوما بحسابات عسكرية ووجدانية، خصوصا أنها ارتفعت بعد ساعات فقط من مقتل قادة كبار في الحرس الثوري وعلماء نوويين، في واحدة من أعنف الضربات التي تلقتها إيران منذ عقود.

اليوم، لا تتحدث طهران كثيرا، لكنها ترسل إشاراتها بلغة تعرف المنطقة جيدا رموزها. رفع الراية الحمراء يفسر داخليا كدعوة للثأر الشعبي والمؤسسي، ويقرأ خارجيا كتمهيد لموجة انتقام قد تكون بحجم الإهانة التي تعرضت لها العاصمة الإيرانية. وهنا، لا يبدو أن الجمهورية الإسلامية ستكتفي بالحزن أو التعازي، بل تستعد لرد لا يتوقع متى يبدأ، ولا كيف سينتهي.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض