الأسواق تحت وطأة التصعيد الإسرائيلي الإيراني: ارتفاع في اسعار النفط و الأسهم العالمية في تراجع

تحرير: وداد وهبي

سجلت أسعار النفط يوم أمس الجمعة ارتفاعا ملحوظا، وسط مخاوف متزايدة من أن الهجوم الإسرائيلي على إيران قد يتصاعد إلى نزاع أوسع نطاقا في المنطقة، ما يهدد بتعطيل تدفق النفط عالميًا، في وقت بدأت فيه الأسواق المالية بالفعل في التراجع الحاد.

وتعد إيران من كبار منتجي النفط في العالم، فيما تعتبر الصين أكبر زبون لنفطها. وبرغم العقوبات الغربية المفروضة عليها، فإن أي تباطؤ في صادرات إيران النفطية قد يبقي أسعار الخام والوقود مرتفعة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

وفي التعاملات الصباحية، قفز سعر خام النفط الأمريكي المرجعي بنسبة 6.4% ليصل إلى 72.39 دولارًا للبرميل، وهو من أعلى المستويات المسجلة منذ عدة أشهر. كما ارتفع خام برنت، المعيار العالمي، بنسبة 6.6% ليبلغ 73.94 دولارًا للبرميل.

في المقابل، سلكت الأسهم العالمية مسارا معاكسا، حيث سجلت تراجعات جماعية في الأسواق الأمريكية والأوروبية. فقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.4% في الساعة العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك، قبل أن يقلص خسائره تدريجيا. أما مؤشر S&P 500 فقد تراجع بـ 0.9%، فيما انخفض مؤشر ناسداك بنفس النسبة.

وقد شمل هذا التأثير السلبي البورصات الأوروبية أيضا، حيث خسر مؤشر CAC الفرنسي وDAX الألماني أكثر من 1%، في حين أنهى مؤشرا إسبانيا وإيطاليا تداولاتهما على انخفاض بنسبة 1.3%. أما مؤشر FTSE 100 البريطاني، فقد فقد 0.4% من قيمته، مبتعدا عن أعلى مستوى قياسي سجله يوم الخميس.

وكان قطاع الطيران من أبرز المتضررين على جانبي الأطلسي، بعد أن أغلقت عدة دول في الشرق الأوسط مجالها الجوي أمام الرحلات التجارية. فقد هبط سهم شركة الخطوط الجوية التركية بنسبة 6%، وخسرت شركتا إير فرانس–KLM وIAG (الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية) أكثر من 4% لكل منهما. كما تراجعت أسهم يونايتد إيرلاينز بنسبة 4.4%، ودلتا إيرلاينز بنسبة 4%.

ينذر استمرار التوترات في المنطقة بتداعيات أعمق على الأسواق العالمية في الأسابيع المقبلة، في ظل تصاعد المخاوف المرتبطة بأمن الطاقة، واضطراب سلاسل الإمداد، والغموض الذي يكتنف مستقبل حركة الطيران التجاري في أجواء الشرق الأوسط.