نيجيريا تبحث عن معجزة: هل الصوم والدعاء كافيان لمواجهة أزمة الغذاء؟

تحرير: وداد وهبي

أثار تعميم داخلي صادر عن وزارة الزراعة في نيجيريا موجة من الاستغراب والانتقادات، بعدما دعا موظفي الوزارة إلى تخصيص ثلاثة أيام متتالية من الصوم والصلاة، في مسعى “روحي” لتحقيق الأمن الغذائي في البلاد.

دعت المذكرة، التي وقعت من قبل مدير الموارد البشرية في الوزارة، الموظفين إلى “جلسة دعاء وتأمل” كل يوم إثنين، على مدار ثلاثة أسابيع، وسط أجواء توصف بـ”الخاشعة”.

لكن هذه الدعوة لم تمر مرور الكرام، بل قوبلت بسخرية وانتقادات لاذعة من المواطنين والنشطاء، الذين تساءلوا: هل أصبحت السياسة الاقتصادية في نيجيريا تعتمد على المعجزات بدلا من الخطط؟

وفي محاولة لتخفيف وطأة الجدل، أصدرت الوزارة بيانا توضيحيا أكدت فيه أن هذه الخطوة “ليست سياسة رسمية لمواجهة الجوع”، بل تأتي في إطار “تعزيز الرفاه النفسي والروحي للموظفين”، كما هو الحال مع صالة الألعاب الرياضية والفحوصات الطبية الدورية المعتمدة.

لكن في بلد يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية منذ عقود، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، حيث يعاني أكثر من 4.4 مليون نيجيري من انعدام الأمن الغذائي، تبدو مثل هذه التبريرات غير كافية لإقناع الشارع الغاضب.

تواصل أسعار المواد الغذائية الأساسية الارتفاع بشكل غير مسبوق، فمثلاً، ارتفع سعر اليام – أحد أهم الأغذية المحلية – إلى أربعة أضعاف خلال عام واحد فقط. وقد شهدت نيجيريا العام الماضي احتجاجات واسعة ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، وسط اتهامات للحكومة بعدم التعامل الجاد مع الأزمة.

وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين أن الحكومة وفرت آلاف الجرارات وملايين الأكياس من الأسمدة للفلاحين، إلا أن دعوة الوزارة الأخيرة اعتبرت من قِبل كثيرين “دليلا على التخبط”، وتوجه البعض إلى القول بسخرية إن الوزارة “تحتاج إلى أئمة وقساوسة، لا إلى خبراء تنمية”.

تتزايد الأصوات المطالبة بإجراءات ملموسة، وخطط اقتصادية فعالة، بدلا من الاعتماد على المناشدات الدينية التي قد تهدئ النفوس، لكنها لا تملأ البطون.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض