روسيا توسّع تعاونها النووي في غرب إفريقيا: اتفاقيتان مرتقبتان مع مالي وبوركينا فاسو

تحرير: سلمى كرماس

أعلنت روسيا، عبر موقعها الرسمي للمعلومات القانونية، عن استعدادها لتوقيع اتفاقيتين حكوميتين مع كل من مالي وبوركينا فاسو بهدف التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقد كُلفت شركة “روساتوم” الحكومية للطاقة النووية بالقيام بالتوقيع نيابة عن الجانب الروسي، مما يعكس جدية موسكو في تعميق شراكاتها مع هذه الدول الواقعة في منطقة غرب إفريقيا.

وتتضمن مسودات الاتفاقات تقديم الدعم لبناء محطات للطاقة النووية ومفاعلات أبحاث نووية، بالإضافة إلى توفير خدمات دورة الوقود النووي، وهو ما يشكل نقطة تحول في تطوير البنية التحتية للطاقة في كل من مالي وبوركينا فاسو.

تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية روسية أوسع تهدف إلى تعزيز حضورها في إفريقيا، خصوصًا في ظل التقلبات الجيوسياسية والتوجهات المتزايدة نحو إقامة علاقات مستقلة بعيدًا عن القوى التقليدية. وفي جانب أمني، جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزام بلاده بدعم بوركينا فاسو في مواجهة الجماعات الإرهابية المنتشرة في بعض مناطق البلاد.

وخلال لقائه برئيس بوركينا فاسو إبراهيم تراوري في الكرملين، أكد بوتين أن روسيا ستواصل مساعدة الجمهورية في استعادة القانون والنظام الدستوري والقضاء على الجماعات المتطرفة التي لا تزال نشطة.

وقد وصف بوتين العلاقات بين روسيا وبوركينا فاسو بأنها ودية ومبنية على الثقة المتبادلة، مؤكداً أن التعاون يمتد إلى مجالات عدة تشمل الطاقة والأمن، مما يعكس تحولًا في طبيعة الشراكات التي تنتهجها روسيا في القارة الإفريقية. وتعكس هذه التحركات الروسية محاولة لإعادة رسم خارطة التحالفات الإقليمية في ظل تراجع النفوذ الغربي، مما يتيح لموسكو فرصة توسيع نفوذها عبر مشاريع استراتيجية تمتد من دعم البنية التحتية إلى المشاركة في قضايا الأمن الإقليمي.

من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقيات في بناء شراكة طويلة الأمد تعزز من قدرات مالي وبوركينا فاسو، وتمنح روسيا موقعًا متقدماً على الساحة الإفريقية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض