رسالة نووية من بكين؟ صاروخ عابر للقارات يربك جيران المحيط الهادئ

تحرير: وداد وهبي

كشفت وثائق دبلوماسية سرية حصلت عليها وكالة الأنباء الفرنسية أن الصين حاولت التقليل من شأن تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، أجريت في شهر شتنبر الماضي وأثارت قلقا كبيرا في منطقة المحيط الهادئ، حيث سقط الصاروخ في منطقة قريبة من بولينيزيا الفرنسية.

كان الصاروخ، الذي أُطلق من قبل «قوة الصواريخ» التابعة للجيش الصيني، يحمل رأسا وهميا ويعتقد أنه من طراز “دونغ فنغ-31” القادر على حمل رؤوس نووية. ورغم أن بكين وصفت التجربة حينها بأنها “روتينية ومشروعة”، إلا أن مذكرات دبلوماسية داخلية للحكومة النيوزيلندية وصفت هذه التبريرات بـ”المضللة” و”غير الاعتيادية”، مشيرة إلى أن الصين لم تقم بمثل هذه التجارب منذ أكثر من أربعة عقود.

وأعربت ويلينغتون عن مخاوفها من أن بكين كانت قد أخطرت القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا، دون أن تبلغ جيرانها من دول المحيط الهادئ، الذين كانوا الأولى بالعلم نظرا لحساسية الموقع المستهدف، والمصنف كمنطقة خالية من السلاح النووي منذ معاهدة راروتونغا عام 1986.

 وتظهر الوثائق أن المسؤولين النيوزيلنديين اعتبروا هذا التصرف “سابقة مقلقة”، لما يحمله من مؤشرات على سعي الصين لتكريس نفوذها العسكري في منطقة لطالما اعتُبرت مجال نفوذ أمني غربي تقليدي.

من جهته، وصف الباحث النيوزيلندي نيكولاس خو من جامعة أوتاغو هذا الاختبار بأنه “رسالة استراتيجية واضحة” من بكين مفادها أن الصين باتت قوة نووية ذات مصداقية، تسعى لفرض توازن ردعي مع الولايات المتحدة، لا سيما في ظل التوتر المتصاعد حول مضيق تايوان.

أما الباحث هوي زانغ من جامعة هارفارد، فرأى في الاختبار دليلا على امتلاك بكين “قوة نووية تشغيلية وفاعلة” تعزز من قدرتها على الردع الاستراتيجي.

أثارت التجربة أيضا ردود فعل إقليمية متفاوتة  فقد أعربت اليابان عن “قلق بالغ”، بينما اعتبرت أستراليا أن الخطوة “تهدد استقرار المنطقة”، في حين دعت جزر فيجي وكيريباس، المعروفة بقربها من الصين، إلى احترام المنطقة ودعم الأمن الجماعي.

وفي بيان مقتضب، ردت وزارة الخارجية الصينية بالقول إن “الوقائع واضحة، ولم يتم تضليل أحد”، دون تقديم أي توضيحات إضافية بشأن دوافع الاختبار أو سياقه السياسي.